جلَّ الإله فما تحصى معارفه |
ولا عوارفُه ولا مواهبهْ |
ولن يصاحبه من خلقه أحد |
لكنه الله في المشروعِ صاحبهُ |
ومن يكون بهذا الوصف فارضَ بهِ |
رباً فإنكَ بالبرهانِ كاسبهُ |
واعلمْ بأنك مجبورٌ على خطرٍ |
في خرجِ ما أنتَ بالرحمنِ واهبهُ |
فمن يوافقكم فأنت شاكره |
ومن يخالفكم فما تطالبه |
لعلمكمْ إنه ماعنده خبرٌ |
فالله طالبهُ ما أنتَ طالبه |
لولا الوجودُ ولولا سرُّ حكمته |
ماكانَ لي أملٌ فيمنْ أصاحبهُ |
إني خصيص لما أوليه من كرم |
إني خسيسٌ لجانٍ إذ أعاقبه |
العفو أولى بنا إن كنتَ ذا كرمٍ |
فإنني عارفٌ بمن أراقبه |
الخلقُ منْ خلقٍ أشفتْ مكانتهُ |
ولا يجانبني إذا أجانبهُ |
لعلة ٍ ولجهلٍ قامَ بي فأنا |
للجهلِ في المنع أنسى إذ أعاتبه |
فالله يغفر لي ما قد جنته يدي |
مما يكون له مما أقاربه |
فالجهلُ غالبتهُ والجهلُ من شيمي |
وما يغالبني إذا أغالبهُ |
إني عجبتُ لمن قد قال من عجبٍ |
الله من كثرتْ فينا أعاجبهُ |