عجبت لمن دعا ولمن أجابا |
وماعلمَ الدعاءَ ولا الجوابا |
فلما أنْ تحققَ منْ دعاهُ |
وحققَ ما دعاه بهِ أنابا |
ولكن بالإباية ِ عن قبولٍ |
لدعوته فأخطأ ما أصابا |
وأما العارفون به فقاموا |
عن الكشفِ الذي يهدي الصوابا |
وقرر شرعَه تقرير حبر |
وأنزلهُ على شخصِ كتابا |
وفازَ المؤمنون به ونالوا |
من الله السعادة َ والثوابا |
ونالَ المذنبونَ كثيرَ عفوٍ |
وفي الدنيا فما أمنوا العقابا |
إقامة ُ حدهِ المشروعِ فيهمْ |
يقامُ به وقدْ قبلَ المتابا |
ولا ينجيهِ منه قبولُ توبٍ |
إذا علم الإمامُ وقد أنابا |
ويدنيه الإمام ويصطفيه |
ويوليهِ العقوبة َ والعقابا |
وما حكمُ القيامة فيه هذا |
وإنْ وفاه خالقهُ الحسابا |
يراهُ الأشعريُّ بغيرِ حدٍّ |
ويثبتُ منكرهُ لهُ الحجابا |
ومنْ شهدَ الأمورَ بلا غطاءٍ |
تراه وما تراه إذا يحابى |
ويشهدُهُ العليمُ بكلِّ وجهٍ |
ويعلمُ أنه إنْ غابَ غابا |
ولولا كونه ما كانَ كونٌ |
وبالإتيان أشهدنا السحابا |
أتاك بها الحكمُ الفصلِ فينا |
ويفتحُ ظلة ً فيهِ وبابا |