عجبتُ من بحرٍ بلا ساحلٍ |
وساحلٍ ليسَ له بحرُ |
وضحوة ٍ ليسَ لها ظلمة ٌ |
وليلة ٍ ليس لها فجرُ |
وكرة ٍ ليسَ لها موضعٌ |
يعرفها الجاهلُ والحبر |
وقبة ٍ خضراءَ منصوبة ٍ |
جارية ٍ نقطتُها القهرُ |
وعَمَدٍ ليس لها قُبة ٌ |
ولا مكانٌ خفيّ السرُّ |
خطبتُ سرّاً لم يغيره كن |
فقيلَ هلْ هيمكَ الفكرُ |
فقلتُ ما لي قدرة ٌ فارفقوا |
عليه في الكونِ ولا صبر |
فإنَّ بالفكرِ إذا ما استوى |
في خلدي يتقدُ الجمرُ |
فيصبحُ الكلُّ حريقاً فلا |
شفعٌ يرى فيهِ ولا وترُ |
فقيلَ لي ما يجتنى زهرهُ |
من قال رفقاً إنني حرّ |
من خطب الخنساءَ في خِدرهها |
متيماً له يغلهِ المهرُ |
أعطيتها المهر وأنكحتها |
في ليلتي حتى بدا الفجرُ |
فلم أجد غيري فمن ذا الذي |
أنكحته فلينظر الأمر |
فالشمسُ قد أدرج في ضوئها |
القمرُ الساطعُ والزهرُ |
كالدهرِ مذمومٌ وقدْ قالَ منْ |
صلى عليه ربُّك الدهر |