انظرْ إليَّ ولا تنظر إلى حالي |
واحذر من العذلِ لا تخطره بالبالِ |
وافرغ إلى طلبِ الفضلِ الذي صبنت |
عنهُ ظنوني في ترتيبِ أحوالي |
لو أنَّ لي سيِّداً فتَّ الأنام جداً |
ولم أعرِّج على جاهٍ ولا مال |
المالُ مالُ الذي مالَ الوجودُ بهِ |
إليه من كرمٍ فلا تقل ما لي |
بل قل إذا جاء من يبغي نزالكمُ |
مالي من المالِ إلا حظُّ آمالي |
وقد علمتُ بأنَّ الجودَ من خلقي |
طبعاً جبلتُ عليهِ فيهِ إقبالي |
لا تفرحنَّ بشيءٍ لستَ مالكه |
بلْ أنتَ مستخلفٌ فيه وكالوالي |
مكانتي عندَ منْ أصبحتُ نائبه |
في ملكهِ حاكماً بقدرِ أعمالي |
فإنْ عدلتَ فإنّ العدلَ شيمتنا |
لعلمنا أو تفضلنا فلا ما لي |
الفضلُ فضلُ إلهي ما لنا قدمٌ |
فيه لفقري وما أدريه من حالي |
فليسَ يفضلُ عني ما أجودُ بهِ |
ولا يليق بنا قصد لأمثالي |
فما لنا غيرُ منْ ترجى عوارفهُ |
وهوَ الغنيُّ عنِ الحاجاتِ والعالي |
لمَّا رأى من رأى حكمي ومملكتي |
وما درى أنني العاطلُ الحالي |
وقد رأى منْ أنا فيهمْ خليفتهُ |
يقولُ تقرضني من عرض أموالي |
وما رأى أنهُ قدْ دالَ في خلدي |
أقرضن بالفعلِ لا بالعقد والحالِ |
لذاكَ نطقهمُ فيهِ بأنَّ لهُ |
فقراً إلينا وما ربي منْ أشكالي |
ألغيتُ فيهِ الذي عليَّ يلبسهُ |
بأنْ تشخصُ لي أفعالَ أفعالي |
لا أعرف اللغو في قولٍ أفوه به |
إنَّ السديدَ من الأقوالِ أقوالي |
أَجلُّ وصفي أنَّ الله أهَّلني |
لحلِّ ما عندَ أشكالي منْ أشكالي |