ألا إنَّ أمرَ الله أمرُ رسولهِ |
فإنَّ رسولَ اللهِ عنهُ يترجمُ |
وما هوَ إلا واحدٌ بعدَ واحدٍ |
يكونُ على شرعٍ بهِ اللهُ يحكمُ |
وذلكَ عينُ الحقِّ في كلِّ شرعة ٍ |
ومنهاجهُ والكلُّ منهُ ومنهمُ |
على حسبِ الوقتِ الذي يقتضي لهُ |
فيطلبهُ حالاً كما جاءَ عنهمُ |
فتختلفُ الآياتُ والأمر واحدٌ |
فإنَّ الإله الحقَّ بالوقتِ أعلم |
وأعجبُ منْ هذا الكلامِ بنظرة ٍ |
فيفهمُ عني ما أقولُ وأفهمُ |
وما ثَمَّ لفظَ يدركُ السمعَ حرفُه |
وأدري بأني ناطقٌ ومكلِّم |
وما ثَم صوتٌ لا ولا ثم أحرف |
كما قال قبلي ناظمٌ متقدِّم |
تكلمُ منا في الوجوهِ عيوننا |
فنحنُ سكوتٌ والهوى يتكلمُ |
فألسنة ُ الأحوالِ أفصحُ ناطق |
لها يسمعُ القلبُ الذكيُّ ويفهم |
علومُ رسولِ اللهِ ضربٌ منزهٌ |
عنِ الحدِّ والتكييفِ والكلُّ معلمُ |
وكلُّ كلامٍ من حروفٍ تعينتْ |
مخارجُها يدريه عُرْبٌ وأعجمُ |
سَماعاً ولا يدري الذي جاءهم به |
إذا جهل للحن الذي هو مفهم |
إذا حكم المجلّي عليه بصورة |
فمستلزمُ أحكامها فهيَ تحكمُ |
فلا تفزعنَّ إلا إليها فإنها |
هي الحكم الأعلى الإمام المقدَّمُ |
ألا من هنا قدْ جاءَ في أيِّ صورة ٍ |
يشاءُ إلهي ركَّب الخلقَ فاعلموا |
إذا قلتُ ذا حقٌّ فقل بحقيقة ٍ |
بصاحبه إنَّ الحقائقَ تعصمُ |
بذا نطقتْ أرسالهُ عنْ شهودها |
وما منهمُ إلا رسولٌ محكم |
وكيف يُرى حقٌّ بغيرِ حقيقة |
لها في وجودِ الحقِّ حكمٌ مترجمُ |
حقيقة ُ عينِ الحقِّ رؤية ُ ذاتهِ |
بها جوده يسدي إليَّ وينعمُ |
وما كونُ حقي غيرَ كونِ حقيقتي |
ولكنِّها الألفاظُ بالفرقِ توهمُ |