هذا الوجودُ الذي بالعرف نعرفه |
ليسَ الوجودُ الذي بالكشفِ نعلمُهْ |
العقلُ يجهله والفكر ينكره |
والذكرُ يظهرهُ والسرُّ يكتمهُ |
هوَ الإلهُ ولا تدري مظاهرُه |
بأنه عينها والحقُّ يبهمهْ |
على العقولِ التي العاداتُ تحجبها |
لذاك تنكر ما الأسرار تفهمه |
إلا على واحد من كل طائفة |
فإنَّ ربكَ بالتعريفِ يكرمهُ |
يا ربّ غفراً وعفواً إنني رجلٌ |
من يطلب الأمر مني لست أعلمه |
إلا بأمرك إن العبد ليس له |
تصرفٌ دونَ أمرٍ منكَ يعلمهُ |
وهبتني كرماً سرّاً فبحت به |
ولم يكن أدباً ما قاله فمه |
عتبتَ عبدكَ فيهِ ثمَّ قمتَ بهِ |
عنهُ لتحفظهُ إذْ أنتَ تلهمهُ |
محوته من صدورٍ أنت تعرفها |
بسنة ٍ أو نهاسٍ فاحتمى دمهُ |
ما كنتُ أعلمُ أنَّ الأمرَ فيهِ كذا |
عند الإله وأن العتب يلزمه |
لولا محبتُه فينا لعذبنا |
ولا يهانُ منَ الرحمنِ مكرمهُ |
إنَّ الذي شاءَ ربي أنْ أدخرهُ |
أريد أعربه والحالُ يعجمه |
إلا الذي قلبِ منْ قدْ شاءَ خالقنا |
يدري به فلسانُ الوقتِ يبرمه |
كالتونسيِّ ومنْ يجري بحلبتهِ |
منَ القلوبِ التي تعطى وتكتمهُ |
أعطيت كلَّ محل ما يليق به |
وقلت فيه مقالا لا أجمجمه |
يقولُ للقولِ كلْ حتى يكونَ بهِ |
منْ بعدِ ذلكَ يأتيهِ يندمهُ |
لو لم يكوّنه لم تظهر حقيقته |
لكنهُ العلمُ بالمعلومِ يحكمهُ |
يقضى عليهِ بهِ فالحقُّ بايعهُ |
لكنهُ بحدوثِ العينِ يوهمهُ |