وجودي عنِ الأمرِ الإلهيِّ لمْ يكنْ |
عنِ الذاتِ والتكوينِ لي فأعقلِ الشانا |
وهذا الذي قدْ قلتهُ لمْ يقلْ بهِ |
سوانا فحققْ منْ يكونُ إذا كانا |
توحدتُ سرّاً وهو أمر يخصُّني |
وإني كثيرٌ بالتأملِ إعلانا |
فمنْ يرني مني يرى العينَ واحداً |
ومنْ يرني منهُ يرى العينَ أعيانا |
وذلكَ من صدعٍ يكونَ بعينهِ |
يقيم به وزني فيخسر ميزانا |
وإنْ لنا في كلِّ حالٍ ومشهدٍ |
دليلاً على علمي بنفسي وبرهانا |
وعلمي بنفسي عين علمي بربِّها |
يحققهُ كشفاً جلياً وإيمانا |
ألستَ تراني في مجالسِ علمنا |
أفتقُ أسماعاً أبصرُ عميانا |
وأهدي إلى النهجِ القويمِ بوحيه |
قليبَ عبيدٍ لمْ يزلْ فيهِ حيرانا |
إذا نحنُ نادينا نفوساً بهِ أتتْ |
من الملإ العلويِّ رجلاً وفرسانا |
يلبي منادي الحقِّ منْ كلِّ جانبٍ |
فيكتبن أنصاراً ويثبتن أعوانا |
لقدْ عللَ الصديقُ إخفاءَ صوتهِ |
بما كان يتلوه من الليلِ قرآنا |
وعلله الفاروقُ إذ كان معلنا |
ليطردَ شيطاناً ويوقظَ وَسْنانا |
وكلُّ رأي خيراً ولم يك خارجاً |
عنِ الحكمِ بالميزانِ نقصاً ورجحانا |
فجاء إمامُ الخيرِ بالحكمِ فيهما |
وقد صاغه الرحمنُ رُوحاً ورَيحانا |
فقالَ لهُ ارفعْ ثمَّ للآخرِ اتضعْ |
يظهر حكمُ العدلِ عَيناً وسُلطانا |
فكم بين من فيه ومنه ومن أتى |
بهذا وذا إذ كان بالكلِّ رَحمانا |
ألم ترني أدعى على كل حالة |
أكونُ عليها بالتقلبِ إنسانا |
وسواهُ شخصاً قابلاً كلَّ صورة ٍ |
فعدَّلَ أجزاءَ ورتبَ أركانا |
وأظهره جسماً سوياً معدَّلاً |
بتربيعِ أخلاطٍ وسماهُ جثمانا |
وأودعَ فيهِ النفخَ روحاً مقدساً |
ليعصم أرواحاً ويقصمَ شيطانا |