إذا أنت لم تعرف إلهك فاعتكف |
عليهِ بما تدري ولا تتخذ خدنا |
فإني لكلِّ الاعتقاداتِ قابلٌ |
وإني منكمْ مثلُ ما أنتمُ منا |
مننتُ عليكم بالذي جئتكم به |
على ألسنِ الأرسالِ حباً لكمْ منا |
بعثتُ إليكم واحداً واصطفيته |
لنا ولكم منكم فبنتم وما بنا |
وحلتمْ عنِ العهدِ الذي كانَ بيننا |
بمشهدٍ قبض الذرّ فيه وما حلنا |
أجازيك لي بالصوم إذ كان لي بكم |
فيا ليت شعري هل تدين كما دنا |
وزلتم بلا أمر ولا عين مبصر |
عنِ العينِ بي دونَ الأنامِ وما زلنا |
وكنا على أمرٍ بهِ قدْ عرفتمُ |
ونحن عليه ما نزال وما زلنا |
ونعلمُ أنا إذْ تجولونَ في بنا |
بميدانِ أشهادِ جحاجحة ٍ جلنا |
فإن قمتَ لي فيما أمرتك طائعاً |
بأمرك يا عبدي إذا قمت لي قمنا |
وما أبتغي في ذاك أجراً ولا أرى |
وفي النفي عرفاني فنحن كما كنا |
فما تبتغي نفسي سراحاً لذاتها |
فقد ألفت من ذاتها القيد والسجنا |
وهذا مَجال فكها وسراحها |
ولم ندر هذا الأمر إلا إذا صمنا |
ولكن بإذنِ الشرعِ لا بعقولنا |
ولوْ قالَ عقلي ما أعرتُ لهُ أذنا |
خلافُ الذي قالَ الحكيمُ بفكرهِ |
منَ الحكمِ بالتسريحِ جهلاً بما فهنا |
فنحنُ على ما قدْ علمتم كذاتهِ |
إذا فارقتْ معنى يقيدها معنى |
فإطلاقه إن أنتَ أنصفتَ قيدَه |
فلا تنتظرْ فيهِ خطاباً ولا إذنا |
فلم نخلُ عن مجلى يكون له بنا |
ولمْ يخلُ سرٌ يرتقي نحوهُ منَّا |
رقيُّ معانٍ لارقيَّ مسافة ٍ |
على صورٍ شتى تكونُ بنا عنا |
إذا كان هذا الأمر بيني وبينه |
فقدْ نالَ أيضاً مثلَ ما نحنُ قدْ نلنا |
قدِ انبهمَ الأمرُ الذي كانَ واضحاً |
لعقلي بشرعي فالأمور كما قلنا |
فقالَ لي : المطلوبُ لستُ بغيركمْ |
إذا فزتمُ فزنا وإنْ عدتمُ عدنا |
كما جاءَ في الشرعِ المطهر أنهُ |
يمل إذا مل العبيد فما فزنا |
بشيءٍ لنا نمتازُ عنهُ بهِ ولمْ |
يحز دوننا أمراً لديه ولا حزنا |
لقد جزتُ فيما قلته حدَّ نشأتي |
فيا ليت شعري هل يجوز كما جزنا |
وهذا غريبٌ إنْ يقع فهو مطلبي |
عليهِ رجالُ اللهِ إنْ ساءلوا حلنا |
وما أحدٌ منا إذا جاز حدَّه |
إلى ضدِّه يلتذ فيه فإن امنا |
فذلك أقصى ما يكون من المدى |
وقائلهُ دونَ الأنامِ قد استغنى |
ومنهُ يقولُ الحقُّ عني بالغنى |
وفي عبدهِ في نجمِ قرآنه أغنى |
وبالكسبِ نال العبد هذا الذي أتى |
إلى قولهِ أغنى قنى ً ما بهِ أقنى |
تقربَ ما نادى الذبيحُ إلههُ |
طواعية ً منكمْ ولا تقربِ البدنا |
وجلْ بمفازاتِ المعارفِ تائهاً |
تزادُ بلا زادٍ ولا تدخلِ المدنا |
فإنَّ عوامَ الناسِ قد ينكرونه |
إذا جاءكم فليتخذ بعدهم جنا |
فإن اتخاذ الستر فرضٌ معيَّنٌ |
كذا جاءنا فيما بهِ اللهُ قدْ دنا |
ولوْ لمْ يكنْ هذا لكانتْ دماؤنا |
تباحُ فيا أهل الوجودِ قد أعلمنا |
نصحناكمُ عن إذن ربي وما بقى |
سوى أنْ تعوا ما قلتهُ حينَ أفهمنا |
أتينا بها بيضاء مثلي نقية |
عنِ الغرضِ النفسيِّ حقاً وبينا |
وراثة علمٍ من شرائعِ رسله |
لنرجعَ فيه للإله إذا أبنا |
فمنْ كانَ ذا علمٌ وكشفٍ محققٍ |
إذا كان يدعو فليتب مثلَ ما تبنا |
عليه مدار الأمر في كلِّ مُرسَلٍ |
فقلت لهم فابنوا على مثل ذا يبنى |
لقدْ صدقتْ نفسي لكمْ في مقالها |
ووالله، خاضت ونحن فما خضنا |
عليكَ بصدقِ القولِ في كلِّ حالة ٍ |
ولا تتأولْ واتخذهُ لكمْ حصنا |
ولا تعجز الحق الذي هو قادر |
وكن كالذي قال الإله لهم عنا |
فقدْ بانَ في شخصٍ جليلٍ مقامهُ |
وأثر فيه بالذي كان أعلمنا |
حياؤً وتعظيماً لهُ وترفقاً |
وعاد علينا قوله فتضرّرنا |
عليه صلاة الله ما ذرَّ شارقٌ |
وما ناح للشربِ الحمام وما غنى |