في ذكرى جمال عبد الناصر
|
-----
|
نعيش معك
|
نسير معك
|
نجوع معك
|
و حين تموت
|
نحاول ألا نموت معك !
|
و لكن،
|
لماذا تموت بعيدا عن الماء
|
و النيل ملء يديم ؟
|
لماذا تموت بعيدا عن البرق
|
و البرق في شفتيك
|
و أنت وعدت القبائل
|
برحلة صيف من الجاهلية
|
و أنت وعدت السلاسل
|
بنار الزنود القوية
|
و أنت وعدت المقاتل
|
بمعركة.. ترجع القادسية
|
نرى صوتك الآن ملء الحناجر
|
زوابع..
|
تلو
|
زوابع
|
نرى صدرك الآن متراس ثائر
|
ولافتة للشوارع
|
نراك
|
نراك
|
نراك ..
|
طويلا
|
..كسنبلة في الصعيد
|
جميلا
|
..كمصنع صهر الحديد
|
وحرا
|
..كنافذة في قطار بعيد
|
و لست نبيا،
|
و لكن ظلك أخضر
|
أتذكر ؟
|
كيف جعلت ملامح وجهي
|
و كيف جعلت جبيني
|
و كيف جعلت اغترابي و موتي
|
أخضر
|
أخضر
|
أخضر..
|
أتذكر وجهي القديم ؟
|
لقد كان وجهي يحنّط في متحف انجليزي
|
و يسقط في الجامع الأمويّ
|
متى يا رفيقي ؟
|
متى يا عزيزي ؟
|
متى نشتري صيدلية
|
بجرح الحسين.. و مجد أميّة
|
و نبعث في سدّ أسوان خبزا و ماء
|
و مليون كيلواط من الكهرباء؟
|
أتذكر ؟
|
كانت حضارتنا بدويا جميل
|
يحاول أن يدرس الكيماء
|
و يحلم تحت ظلال النخيل
|
بطائرة.. و بعشر نساء
|
و لست نبيا
|
و لكن ظلك أخضر..
|
نعيش معك
|
نسير معك
|
نجوع معك
|
و حين تموت
|
نحاول ألا نموت معك
|
ففوق ضريحك ينبت قمح جديد
|
و ينزل ماء جديد
|
و أنت ترانا
|
نسير
|
نسير
|
نسير . |