حزين أنا .. والنهار
|
وشباك نافذتي .. والجدار
|
وصورتها .. يوشك الحزن يذبح قلب الإطار
|
كتابي حزين .. وهذا القلم
|
وعصفورة خلف بابي تنث الألم
|
وأشجار حارتنا والكلاب حزينة
|
ووجه المدينة
|
وفي الأفق غيمةُ حزن ترش الفضاء
|
تعد مشانقها للنجوم
|
تنقر وجه الضياء
|
نهارا - يقولون - ولكنه كالمساء
|
***
|
هناك على شارع الشمس حيث الظلام الصدى
|
يداعب قطتنا
|
يحفر الليل في الحائط الأرمد
|
لتدفن في ظله الأسود
|
بنيها .. وتأكلهم ساعة المولد
|
هناك
|
قلوب كسيرة
|
عيون كثيرة
|
تحدق في ثورة عاصفة
|
ولكنها واقفة
|
وأقدامها راجفة
|
تريد لتمشي
|
لتصنع شيئا ولكنها خائفة
|
*********
|
وفي حينا ..
|
يرتدي الناس أحزانهم ثم لا يهجرون البيوت
|
يظلون فيها عرايا كما العنكبوت
|
لتغزل أحزانهم نسجها الدائري
|
وتهدمه في انفجار صموت
|
موائدهم مثقلات ولكنهم دون قوت
|
لأن الصباح على كل عين
|
وفي كل باب يموت
|
***
|
كرهتك نفسي
|
كرهت الحروف التي غرقت في الدماء
|
كرهت الجبال ،
|
كرهت السهول ووجه السماء
|
كرهت الحناجر تهتف ظامئة للظما
|
كرهت البصيرة مفتوحة
|
وكرهت العمى
|
أنأكل أنفسنا في المدينة
|
ومن حول أسوارها تتمطى العيون اللعينة؟
|
أنشحذ للأقربين الحناجر؟
|
ونزرع فوق البيوت المقابر
|
ونصلب أحلامنا في سكينة
|
وأعداؤنا يسلبون الديار
|
شموع النهار
|
أقول لكم إننا تافهون
|
وإن مدافعنا كالقلوب جبانة
|
نوجهها حيث يحتشد الظالمون
|
فترجع خائبة ومهانه
|
لتحصدنا ..
|
لتسد العيون
|
فلا تجتلي في الدخان رؤوس الخيانة
|
أغسطس 1968م |