لا تنتظرن ..
|
قد يطول الليل قبل ان يعود من رحلته النائية الشهيد
|
جف الغناء في الذرى
|
وضاع عند السفح
|
رجع البوق والنشيد
|
فامسحن دمعة تحدرت على تمائم الأطفال
|
وأبصقن في وجوه .. في عمائم الرجال
|
الواقفين في انتظار عودة الشهيد
|
ليغسل الديار من أحزانها
|
لكي يموت من جديد
|
********************
|
لا تنتظرن
|
سوف تمتلى الطريق بالأشباح
|
سيأكل الظلام الزرع ، يمضغ الأرواح
|
سيختفي تمساح
|
ويستوي على ظهورنا تمساح
|
حتى يعود من رحلته الشهيد قادما مع الصباح
|
"بلقيس" في سحابة الحزن تمر بالسفوح بالجبال
|
بحثا عن الأبطال
|
أشلاؤهم لما تزل مهجورة يغفو عليها ينحني الرماد
|
وحين يلقى رأسه الشهيد
|
حين تعود كفه إلى الزناد
|
ستصرخ الجبال : عاد
|
وتصرخ السهول : عاد
|
********************
|
لا تنتظرن ..
|
ربما من الظلام
|
وربما حين يعربد النهار في الظهيرة
|
سيمتطي جواده محلقا
|
ويعلن البداية .. المسيرة
|
سيصعق الطغاة يومها
|
ويسقطون في الخنادق الأخيرة
|
ويومها تمسح عينيها
|
وتصحو من سباتها القيم شمسنا الأسيرة
|
*********************
|
لا تنتظرن ..
|
كم تهز الصخر والجدار
|
على الطريق .. نظرة انكسار
|
وتسحق الرؤوس همسة استفسار
|
ودمعة انتظار |