إلى الصديق الزميل المحمدي بن فرج في محنته الأليمة
|
-----------------
|
جوقة :
|
خيول "طارق" نافرة الخطى
|
و"طارق" على رمال الأطلسي ذبيح
|
"موسى" يضج في القيود
|
"عقبة بن نافع" جريح
|
والشمس مذ هوت من الأعياء
|
على مقابر الأحباب
|
مفجوعة
|
فاقدة الضياء
|
والليل يأكل النوافذ الحزينة الكوى
|
وينهش الأبواب
|
**********
|
الصوت :
|
تهشم الألق
|
تكسرت حوائط النهار .. والشفق
|
مد ظلاله الدميمة الغسق
|
سارت على شوارع المدينة البكاء
|
كتائب الظلام .. والفِرق
|
أعلن حكمه الطوفان ، سالت الدماء
|
سل حسامه من غمده الغرق
|
ومات كل شيء في عيوننا
|
احترق
|
**********
|
جوقة :
|
عصفورة مذعورة فرت
|
تحدت الأسوار
|
تحمل في المنقار
|
حكاية الشمس التي هوت
|
تكسرت على الجدار
|
تنوح في انكسار
|
"رأيتهم هناك يذبحون الفجر
|
يشنقون كل نجمة على الفضاء
|
يحاكمون كل خيطٍ ، كل لمعةٍ من الضياء
|
فابتلع المحيط اللمعان
|
ابتلعت أمواجه البريق
|
وصار كل شيء ميتا
|
وصامتا
|
في المغرب الغريق "
|
**********
|
صوت :
|
تساءلت في الأفق نجمتان
|
غريبتان
|
- أتنظرين يا أختاه نهر الدم ؟
|
يسير نحو اليم
|
- لا أحد في أفقنا يثور أو يهتم
|
كأن شيئا يمنع الأفواه
|
- يقيد الأقلام يا أختاه
|
تمر حوله العيون مرةً ومرةً فلا تراه
|
**********
|
جوقه :
|
الليل مر والعيون في الدجى تنتظر الشروق
|
متى يعود
|
ولن يعود
|
فالشمس جيدها على رمال الأطلسي مشنوق
|
مكسورة العمود
|
ترقب في تمرد حزين
|
سيف "أمير المؤمنين"
|
وترقب الجنود
|
في كل كف أسود سكين
|
وكل قلب أبيض طعين
|
وطفلة تصرخ " وامحمداه"
|
وامرأة عجوز تسأل الإله
|
أن يحفظ ابنها السجين
|
المغرب السجين
|
**********
|
الصوت :
|
بكت سهول "فاس"
|
وأجهش "الأوراس"
|
والجامع الكبير في دمشق غاضب حزين
|
والأموي تحت النقع محني الرأس
|
يبحث في صحارى الميتين
|
عن عقبة جديد
|
عن مدد وثائرين
|
أطرق فوق صهوة الجواد
|
قلّب عينيه الحزينتين حول الناس والجماد
|
كان الفراغ قاتلا
|
لا شيء غير الصمت والسواد
|
19 يوليو 1971م |