تَراقَصَ العَبيرُ في الورود
|
وداعَبَت أنامِلُ النَسيم أفرُعَ الشَّجَر
|
وأقبَلَت أشِعَّةُ الصباح تسكُبُ الحياةَ في العيون
|
وراح جدولٌ صغيرْ
|
هُناكَ ينثني
|
يُضاحِكُ الظِلالَ والصُّخورَ في صفاء
|
وفي المدى تراكَضَ السحابُ مُفسِحاً لزرقةِ السماء
|
لكي تُطِلَّ فوقَ هذه الرُبى التي تزيَّنَت
|
بالنورِ والنَّضارِ في انتظارِ مقدِمِك
|
وخطوكِ الذي يشيعُ في رحابِها الحياةْ
|
وكنتُ كالطبيعةِ الصموت أنتظِر
|
أُطِلُّ في المَدَى
|
ويدفقُ الحنينُ في دَمي مُسائِلاً
|
غيابَكِ الكتومَ عن أوانِ أوبَتِك
|
أجابني النَّسيمُ عابِراً مدايَ ..
|
.. حامِلاً رفيفَ عِطركِ البهيج
|
أجابني الأريج
|
وقد مَضى يُسِرُّ للوجود عنكِ ضاحِكاً
|
لتنتشي الغيومُ والتِلالُ والمُرُوج
|
وأنتِ تُقبِلينَ من مدى غيابِكِ البعيد
|
قد تَلألأت عيونُكِ المُغَنْيهْ
|
بالضوءِ والضَحِك
|
تراقصَ الجُنُون
|
من عالمينِ أزرقينِ تَحتَ جَبهَتِك
|
من نَجمَتَينِ تُشْعَلانِ في العيون
|
لمستِنِي
|
فأورَقَ الأَمَانُ زَهْرَهُ الخَبيءَ في دمي
|
بسمتِ لي
|
لينتهي تيَتُّمي
|
وتعزِفُ الحياةُ داخِلي أُنشودةَ الفَرَح
|
وأنتِ تنثُرينَ من حديثِكِ الرقيق في طريقي النُّجوم
|
شعرتُ أنني أتيتُ هذه الحياةَ كي أراكِ
|
.. أو أعودُ مِثلما أتيتُ ..
|
مُتعَساً تنوشُني الهُمُوم
|
شعرتُ أننا حُلمان راحِلانِ في مدى بهيج
|
لحنانِ أُطلِقَا فَجَاوَزا الغيوم
|
راحا يُرجِّيان دورةَ الزمن
|
ألاَّ تَمُرَّ
|
كي يُسَرْمَدَ اللقاء
|
ويُسدِلُ الغيابُ سرَّهُ الكتوم |