ماباله... هذا الصغير الأزرق |
يهتز مرتاع الشفاه... ويطرق!!
|
من حوله... يزهو الأقاح مغرّداً |
وتضوع أكمامٌ... وطيبٌ يعبَقُ
|
سكنَتْ أَفانينُ الرغابِ بصدرهِ |
هو ناسكٌ طوراً... وطوراً أحمق
|
ما مرةً أغضى الحياءُ بجيدها |
إلا اعترى شفتيْهِ صمتٌ مطبق
|
وتوشّحته كآبةٌ... كصبيَّةٍ |
شبّتْ وباكرها الغرامُ المونِق
|
يلهو به الحزن الأنيق... كأنّه |
في عين ثكلّى... دمعةَ تترقرق
|
رامَ الوصالَ... كعاشقٍ مُتلهِّفٍ |
يدُهُ بشرفة من أحبَّ... تَعَلَّقُ
|
لاتطمئنُ بجفنهِ سِنَهُ الكرى |
فيظلُّ من نار الصبابةِ يأرَق
|
ينسى الوقار... إذا تثنّى أَغْيَدٌ |
فيميلُ من طربٍ به... ويصفق
|
شادٍ... يطير به الحبورُ... كأنه |
عصفورةٌ... بين الغصون.. تُسْقسِق
|
يشقى به الجيدُ المدلَّلُ... فهو لا |
يرتاحُ من تعبٍ... ولا يترفّق
|
أدلاهُ شوقٌ من علٍ... فكأنّه |
شلال فيروز.. هوى يتدفّق
|
قد سَرْبلتْهُ... صبوةٌ مجنونة |
أشقى من الطفلِ الغريرِ.. وأنزق
|
لا يعتريه من الزمان مشيبُهُ |
يمضي.. ويبقى للطلاوة رَوْنَق
|
أُرجوحتانِ... من الحنينِ بأضلعي |
يحدوهما في الحب.. قلبٌ شَيَّق
|
أمسافراً!!... والياسمين دروبه- |
حتّام أنتَ مغربٌ... ومشرّق؟!!
|
وإلامَ تأخذك الصبابة... والمنى؟! |
أفلا أضرَّبكَ المسيرُ المرهق؟!!
|
الماءُ حولكَ... والظِلال نديّة |
والشمسُ ماتعةٌ... فلِمْ لا تُورِق؟؟!!
|
إني لأعجب... كيف تبقى مبحراً |
في لُجّةٍ عبْرِ السَّنى.. لا تغرق
|
جاوَرْتَ لبَّاتٍ... فأنَّقَكَ الهوى |
من ذا يجاورها... ولا يتأنَّقُ؟!!
|
ياعالقاً.. والسهدُ يجمع بيننا |
إني كذاك بمن أُحب... مُعلَّق
|
إن كنتَ في ظل الوصال مُنَّعماً |
فأنا إلى أفيائه... أتحرَّق
|
مازلتُ مجنون الفؤادِ... ولم أَزَلْ |
أهفو.. كما يهفو الفراشُ.. وأُحْرَقُ
|
ما اهتزَّ - مذ درج الهوى في مهجتي |
إلا سنابلُ من عذابٍ... تخفق
|
نَزَحَ الجفاءُ المقلتيْنِ.. ولم يدَعْ |
إلا مساحِبَ تلتقَي... وتَفّرَّق
|
فاذكرْ لها أيامَنا.. فلعلّها |
ترضى... وعلَّ فؤادها يتَشَّوَقُ
|
*
|
9/12/1997 |