حين نبني مدينتنا الحالمة
|
سنسندُ أسوارَها بقيود معاصمنا
|
وبوديانها سنحرّرُ أدمعَنا لتكونَ نهوراً
|
ونعجنُ أكبادَنا للصخور ملاطاً
|
ونَنجُرُ أضلعنا
|
لتكون قوالبَ فيها نصبّ الأساس
|
ونرفع من زفرات الأنين سماءاً
|
ونخفضُ هاماتنا
|
أو نطيح بها
|
كي لا تُعيقَ انسيابَ الغيوم
|
ومن ثَمَّ نسكن في دعةٍ
|
بينَ جدران تلك السجون الفساح
|
* * *
|
سنبني مدينتنا من حُطام
|
وبين حدائقها
|
سوف ننقلُ بالرافعات العظيمة
|
أقدامَنا النازفات
|
نضحك من فرط أحزاننا
|
حدَّ أن تتمزّقَ أحشاؤنا
|
ومن كوّةِ السورِ نلقي مؤنتَنا للسِباع
|
* *
|
هكذا ارتفعتْ مثلَ حسراتنا الأبنية
|
وكانَ على كلِّ بابٍ صليب |