خدعوك بالقرطاس
|
ماكتبوا سوى سطرين
|
ما وهبوا سوى رقمين
|
وما نشروا سوى الخبر الملفق من حثالات
|
الوكالات المبرمجة الرتيبة
|
وما بثوا إلا خطابات مغلفة
|
بالطين والحلتيت والصبر المروب في دلال الجالسين
|
من عهد ما قبل وما بعد
|
وما قد خط في لوح الأماني
|
اللوح محفور بازميل التذكر
|
عند نافذة المدون
|
قرب قارعة الطريق
|
فتش ونقب
|
لن ترى إلا محاذير الهواة
|
هم يجمعون نفاية الافكار
|
بعد كنس الأرصفة
|
تأتي معلبة بجهد الخائر النعسان من هنالك
|
من هنا
|
السوق مفتوح لكل الباعة المتجولين
|
مع الضمانة للزبون
|
لولا الذي قد جاء يخبر بالقدوم
|
لتحطمت كل الأطر
|
وتبخرت كل الصور
|
وتعكرت كل الأمور على الخيوط الواهنة
|
نسجت بأطراف الأصابع عند حياك البيوت
|
بيوت من كانوا على القرطاس حراسا
|
يلفون الحروف لكي تعثر كل سطر ذاهب يبغي الكمال
|
لتشنق الكلمات قبل تمامها
|
****
|
السقف مشقوق على هاماتهم
|
فتقرفصت قاماتهم
|
وتقزمت
|
ذابت فما عادت تقاوم
|
صكت نوافذهم
|
تداعت كل حجرات المنازل
|
فغدا الفراغ على مدى
|
مدى النظر
|
فتناثر الإشعاع في الأركان
|
عم الساحة القصوى
|
فأمعن يرسم الصور المقزمة الملامح
|
يمحو القواعد دون أن يبني المغاير
|
ويمر بالإبهام يبصم قانعا بالأمر
|
حتى بالإشارة
|
يجثو على خد الطريق
|
يعاين الصور التي بثت بجانبه
|
مرمدة المقابض
|
من أكف الناحتين
|
حفروا على هام الصخور علامة الفهم المعتق
|
في قدور المارقين الأولين محدودي القامات
|
ممتلئ البطون السائلات على الركب
|
بركوا وتبرك قربهم
|
وعيونهم خلف الغيوم
|
تنسج العتم المذوب في حروف القطعة الأولى
|
من المحفوظات في صدر الزمن .
|
*****
|
يمشي وينقل خطوه فوق الجماجم
|
ويفحُ في استفساره الأبدي
|
أنا لست أعرف من أنا
|
ويردد المعنى مرارا
|
أأنا أنا
|
تاهت خطاي تعثرت
|
وخوت فما عادت تقاوم
|
لفها قيدوم قصدير الزمان المهتريء
|
فتجشأت حبلى بأورام الطريق
|
هذا أنا .. أم أن غيري قد تستر في أناي
|
فمشى خطاي
|
ومضى ولم أمض أنا
|
حفر السؤال على السؤال
|
فتقطعت كل الحبال الموصلات إلى جواب للسؤال
|
سيظل في الخطاف بين سمائه
|
ولأرض
|
تعلق/ علقوه
|
فترمد المعنى بعينيه
|
تآكل مثل عقب سيجارة المهموم عند آخر مزة
|
طفقت بها شفتاه عند سماعه الخبرالمباغت
|
ويوزعون الصورة الأخرى
|
بلا لون
|
ولا برواز
|
باهتة ملامحها كما العفريت
|
بانت لمن نظروا ومن شاخوا
|
تبدت في مخيلة الجميع
|
قسرا تراءت
|
دون دستور وإذن ممن يملكون القول
|
في الكرسي أو في الساحة الصغرى
|
تبلد هاجس قد خانهم في فرز ما يدريه/ غائبه
|
هذا زمان القول واللافعل قد حامت نسوره
|
فوق أجواء المساحة
|
والبوم ينعق في الخراب
|
والدود ينغل في التراب
|
حتى الرماد تطاوت خطواته
|
فمشى إلى خط السحاب
|
عجبي من الملاك كيف تباشروا
|
عن يوم قحط قد يجيء
|
جلسوا على عتبات دار الوهم
|
يفترشون أمتارا من الأوراق
|
والأخبار عن حال الموانئ
|
صادرا/ واردا عبر الجهات الأربع
|
الأصلية المتوارثة
|
لافرع فيها غير م ايمليه دولار ويورو
|
فتهالك الدينار وانتحب الريال
|
وصاحت ليرة مع أختها :
|
أواه ماهذي الفضيحة ؟
|
من منكمو قد قالها
|
لا شيء يدنو غير أصداء الكلام
|
قد بح صوت الناعق الغلبان في سوق الكراج
|
كم نقول
|
كم نقول
|
كم نقول
|
من يشتر مني بضاعة صاحبي
|
من ألفها للياء فيها
|
قد علبت وتحدد العنوان فوق غلافها
|
لم يبق إلا رسم شاريها
|
يخط بالكوفي عند شرائها
|
من قبل تسليم النقود
|
كم نقول
|
كم نقول
|
كم نقول
|
هيا تعالوا
|
ساوموا
|
من قبل أن يأتي المساء |