أَ مَليحتي مَهْلاً فإنّي مُغْرمُ |
فَتَرفّقي حَسناءُ يَكفي علقمُ
|
رِفْقاً بقَلْبٍ رافَقَتْهُ صَبابةٌ |
حتّى ذَوَى وسلاهُ شَوقٌ مُسْقِمُ
|
يا لائِمِي بالحبِّ هَلاّ ذُقْتهُ |
فرَأَيْتَ أنَّ الحبَّ لُغزٌ مُعْجِمُ
|
مالتْ عليَّ بغنجِها ودلالها |
لولا العتاب ُ لَقُلْتُ أنّي أَحْلمُ
|
فالخدُّ نورٌ قدْ أطلَّ مُغَرّداً |
والشَّعْرُ ليلٌ مُدْلهِمٌّ أَدْهَمُ
|
والفرْعُ زانٌ كالنّخيل مضَمَّرٌ |
والجيدُ مَرجٌ من عَبيرٍ يحلمُُ
|
وحْشِيَّةُ العينينِ سمراءُ اللَمى |
في ثَغْرِها الدُّرُّ الثَّمينُ المُحْكَمُ
|
حورٌ بعينَيْهَا تبدّى آسرًا |
يضْري الفؤادَ وجَلَّ مَنْ لا يُضْرَمُ
|
والريقُ في الثغرِ الشفيفِِ مُعَسَّلٌ |
شَهدٌ شهيٌّ مِنْ شذًا لا أَزْعُمُ
|
فجْرٌ بدا في صَدْرِها أمْ يا تُرَى؟ |
ورْدٌ تألّقَ يانِعاً أمْ مَبسمُ
|
إذْ تِسْتبيك بشامخَينِ تكَوّرا |
زَوْجٍ مِنَ الحَجَلِ الأنيسِ يُبرقِمُ
|
يَتَواثبانِ بخِفَّةٍ ورشاقةٍ |
فَلَعلَّ أزرارَ القُيُودِ تُحَطّمُ
|
ريمٌ لها بَينَ الضُّلوعِ حُشاشَةٌ |
بِسنَا رؤاها نَبْضُ قلبِيَ ينعمُ
|
وَهْمٌ عَراني إذْ سمِعْتُ حديثَها |
ولشَدَّ ما أوْهِمْتُ أَنِّي مُوْهَمُ
|
حبٌّ غزاني صُرتُ منْهُ مُجَرَّحا |
و ِمنَ الهوَى ما قَدْ يُعِلُّ و يُؤْلِمُ
|
ناشَدْتُ ربّي يَصْطَفِيني عاشِقاً |
فالعِشْقُ أنْفاسي بهِ أَتَنَسَّمُ
|
***
|
قبيع/ لبنان / 1993 |