سمرٌ وموسيقا...
|
توهَّجتِ الكؤوسُ،
|
فدُرْ على العشّاقِ بالراحِ،
|
اسقِهم،
|
فلعلَّهمْ- يا ربُّ-
|
إنْ شربوا رأوكَ
|
كوردةٍ حمراءَ
|
تفترشُ السهولَ
|
على جبينِ الطاولَةْ.
|
هذا هو الكرمُ الذي فتَّشْتُ عنهُ هناكَ،
|
ردّتني الليالي خاويَ الكأسِ،
|
احتستْ جسدي الصبايا الغامضاتُ
|
على الورقْ،
|
سمرٌ وبحرٌ من عرقْ،
|
فأُضِئْتُ وانزلقتْ ثلوجي
|
نحوَ سفحِ العمرِ،
|
سلَّمها السوادُ إلى البياضِ،
|
فأُشعِلَتْ قمراً يصلّي للأفقْ.
|
ليلي، وأقماري،
|
وكأسي،
|
نشوتي...
|
هي صحوتي،
|
وهي الصَّبَا
|
أغرى الكؤوسَ،
|
صدى صبايا كنتُ قد عانقتهم في اللهِ،
|
فانتشروا صباحاً
|
أيقظَ الغزلانَ
|
في لهفِ السهولِ الغافلةْ.
|
هي رقصةٌ للروحِ واشتعلَ الجسَدْ.
|
فعبرتُ في أنهارِها
|
من أوَّلِ الرعشاتِ،
|
حتَّى آخرِ العرباتِ
|
في أقصى البلدْ.
|
منْ أيقظَ الطفلَ اليتيمَ
|
من النحيبِ إلى الهدايا
|
الحالماتِ بصمتِهِ؟
|
من علَّقَ الأقمارَ
|
كالحلماتِ، تَرضعُ جوعَهُ
|
ليصيرَ حقلاً
|
ثمَّ شمساً
|
ثم فُسْتُقَةً يُقَمِّرها الشَّبَقْ؟!
|
ليلٌ بدائيٌّ
|
على شبّاكهِ حطَّ النزقْ
|
فتطايرَ الزغبُ الممشَّطُ بالحرارةِ
|
فوقَ أنقاضِ القلقْ.
|
هدهدْ كؤوسي
|
يا حبيبي،
|
فهي قد أمِنَتْ شفاهكَ،
|
وهي قد ألفَتْ أناملكَ الشفيفةَ،
|
وهي قد تركتْ على خدّيكَ إصبَعَها
|
وغاصتْ في الجبالِ السائلةْ.
|
فشربتُ...
|
تسكنني السهولُ،
|
أمرُّ من قممِ الجبالِ
|
إلى البروقِ،
|
لأدخلَ النصفَ المنيرَ من البلادِ
|
ومن عيوني.
|
سيّجيني،
|
واحمليني يا بلادُ إلى البلادْ.
|
الثلجُ أتعبهُ الرمادْ
|
لنْ يفهمَ الثلجَ الجميلَ بداخلي
|
إلاّكِ،
|
وهجُكِ أدركَ الأمطارَ
|
تضحكُ في اغتسالي
|
من ثقوبِ الوهمِ،
|
فاحترقتْ ضلوعي.
|
أشعلي النارَ اللطيفةَ في عيونكِ
|
فوقَ هاماتِ الجبالِ،
|
ليسقطَ الفحمُ...
|
اكتبيني،
|
تنبتُ الأزهارُ في درجِ الطفولةِ مرَّةً أخرى
|
وينفتحُ القميصُ
|
على السماءِ الكامِلَةْ. |