يا من سكنتِ الروح من كلماتي |
ومكثتِ بين جوانح الأبياتِ
|
وأتيتِ من عمق الطفولة غضَّةً |
حسناءَ تجتاز الزمان الآتي
|
تتقادمينَ إلى أتونِ بدايتي |
وتُسابقينَ تسارعَ السنواتِ
|
أضحى تُرابُك في شراييني دمًا |
وغدا هواؤك راويًا نسَماتي
|
بيضان يختلج الكلام بخافقي |
وتثور نار الحبِّ في كلماتي
|
العاشقون تأوَّهوا وتألموا |
وأنا حفيفُ الأنس في آهاتي
|
مازلتِ قنديلا يلوِّح ضوؤه |
ويثير دعوى النور في ظلماتي
|
لما رحلتُ تكدَّر الإحساس في |
قلبي وسار اليأس في خطواتي
|
وانشقَّ باب الحزن وابتدأ النوى |
يسقي رياضَ الروح بالحسراتِ
|
أنا إن رحلتُ فما ابتعدتُ لأنها |
رحلتْ معي واستوطنتْ في ذاتي
|
وأتيتُ يا بيضان يجمعنى الهوى |
ويبعثر الأحزان في صرخاتي
|
قد جئت أحمل في فؤادي أحرفي |
وأصوغ وجهَ الشعر من أدواتي
|
أمضي وأحمل في سفينة غربتي |
شوقًا يفجِّر أعذب الكلماتِ
|
الحبُّ جزء من ملامح رحلتي |
والشوق رسمٌ في مدى قسماتي
|
جاء الفؤاد إليكِ يحتضن الهوى |
ويجيد رسم الشوق بالكلماتِ
|
أصفى من البلُّورِ أعذبُ منطقًا |
من سلَّم الإيقاع والنغماتِ
|
أنا عاشقٌ أوماترين ملامحي |
ممزوجةً بالبِشْرِ والبسَماتِ
|
أنا عاشقٌ والحبُّ بعض حكايةٍ |
مسطورةٍ في أعبقِ الصفحاتِ
|
ملأ الطُّموحُ مَشاعِري وكأنني |
أمتاح من نبع السموِّ الذاتي
|
بيضان يحتار القصيد ولا يفي |
إلا بجزء من صدى الخلجاتِ
|
هذي المشاعر في رُباك تألَّقتْ |
وسما أريج البوح في نبضاتي
|
فتقبَّلي بالحبِّ لهفةَ شاعرٍ |
مازال يركض في ربى الكلماتِ |