(1) عودة
|
أسيوطُ تفردُ للمساءِ عباءَةَ الصمتِ،
|
الصهيلُ يدقُّ آذانَ الحقولِ،
|
ُيريقُ أحلامي على الطرقاتِ،
|
يَنزعُ عن جبيني ذلك الطفلَ القديمْ.
|
لتقومَ أمّي في المساءِ،
|
وترتَدِي عشرينَ عاماً من سوادْ
|
وتقولُ لي :
|
أنَّي يتيمْ
|
(2) الأمة
|
َأمَةْ
|
تعيشُ التريّضَ في وهمِها
|
وتحلمُ بالمُلكِ والتّاجِ والصّولجانْ
|
وتضحكُ
|
إنْ راودَتْها الحقائقُ عن نفسِها
|
وتَنسى على الدّرجِ أنَّ الصعودَ عُروجٌ إلى الوهمِ
|
لاينْتَهي بالقِيَانِ لغيرِ مَخَادعِ أسيادِها
|
ِلتَسْقُطَ
|
فى الوحْلِ مُستَسْلِمةْ
|
(3) مرآة
|
حينَ أراهْ
|
مذمومَ الشفتينِ
|
وقد طُمِسَتْ فوقَ شُطوطِ النّأيِ خلاياهْ
|
خلفَ النظّارةِ ترقدُ ذاهلةً
|
عينٌ تطلبُ مِن أمواجِ البحرِ الهادرِ طوقَ نجاةْ
|
حين أراهْ
|
مصلوبَ الحلمِ على أستارِ المِحْنَةْ ،
|
معطوبَ القلبِ ،ومقلوبَ السِّحنَةْ،
|
معجوناً بالغربةْ
|
أَسعُلُ ،
|
أَتْفُلُ ،
|
أَبْصقُ فى وجهٍ
|
يرمُقُنِي فى المرآةْ.
|
(4) وجبة
|
هذا زمنُ الوجَبَاتِ الفائِقَةِ السّرعةْ
|
الخلطةُ سرٌ
|
واللحمُ شَهِي
|
ما بين الشاطرِ والمشطورِ
|
تَهَدَّلُ أشلاءٌ طازجِةٌ
|
لِقتيلً عَرَبيّْ
|
( 5) ملل
|
مَللتُ المسافاتِ بيني وبينَكِ
|
بحثاً عن اللونِ والطّعمِ والرائحةْ
|
مَللتُ التَّشَظِي على حافةِ الوهمِ
|
لا الموتُ يُعطي لقلبي رحيقاً
|
ولا الأرضُ ترحمُ أحلاميَ النازحةْ
|
مللتُ اكتهالى، اكتهالَكِ عبْرَ المواقيتِ
|
والقلبُ يشكو التصحّرَ
|
لا منكِ نِلتُ الحليبَ
|
ولا القطرةَ المالحةْ
|
كأنَّّا خسرنا كثيراً بميلادِنا
|
فَمَنْ ذا أبيعُ ؟
|
أَنا ؟
|
أنتِ ؟
|
أينَ التجارةُ ،والصفقةُ الرابحةُ ؟
|
(6) زهور
|
زهوٌر من الطِّينِ
|
تَذْبلُ في حضنِ أتْرَاحِها
|
وأُخرى تعيشُ على حلمِها المسْتحيلْ
|
وثالثةٌ
|
تَتَعَرّى لتكشفَ للرّيحِ
|
عن سَوْءَةٍ طيِّ أثوابِها
|
وأنتِ كما أنتِ
|
يا وردةً من رمادِ الفصولْ
|
على حافةِ الريحِ تنتظرينَ الخلاصَ
|
وتنسينَ أنكِ في ذِمّةِ الريحِ
|
تنكَسرِينَ على بابِها
|
فلا للنضارةِ سارتْ خُطاكِ
|
ولا للذبولْ
|
متَى تَبْلغُ الروحُ حُلقُومَها؟
|
(7)صخور
|
لِمَنْ تَقْدحُ الأغنياتِ
|
وتُشْعِلُ ِمنْ نَاظِرَيْكَ اللّهَبْ ؟
|
لِمَنْ ؟
|
و الصخورُ القمِيئَةُ تَسْتَعذبُ الصّمتِ
|
في زيهِّا المستعارِ
|
وترضَى بسُكْنى الكهوفِ البعيدةِ
|
ترضَى رفاهةَ صيدِ الطيورِ
|
سذاجَةَ لَهْوِ الصغيرِ
|
إذا ما اسْتِهَمَّ اللّعِبْ
|
لمن تقدحُ الأغنياتِ ؟
|
وليسَ الزمانُ زمانَ الجبالِ ،
|
وكلُ التلالِ التي أشبَهتْها استكانتْ، وَصَلَّتْ
|
صلاةَ الغبارِ لريحِ المُلِمِّاتِ …. حتّى التّعَبْ
|
لمن تقدحُ الأغنيات ؟
|
صخورُ الأماني تَمُوءُ على سُدَّةِ الريحِ
|
شابَ اللهيبِ بأوصَالِها
|
فاستراحَاتْ من الحلمِ
|
حتى أتاها يقينُ العطبْ
|
(9) تسبيح
|
أَلفيْتُه في بهوِ المسْجِدِ
|
يُمْسِكُ مِسبَحَةً
|
ويُتَمْتِمُ
|
باسْمِ الولاياتِ المتَّحِدَةْ
|
( 10) عَدَالة
|
لم يَجد السَّيّّّّّّدُ أَحَدَاً
|
يحكمُ بالسّجْنِ عليهِ سوى نفسِهْ
|
فَسَجَنَهَا
|
ُثمَّ استَصْدَرَ حُكماً ببراءَتهِا
|
(11)مشيئة
|
في العتمةْ
|
تَتَعَرَّى الكلمة ْ
|
تخرجُ في كاملِ زينتِها
|
تنتظرُ النورِ الِممْرَاحْ
|
في النورِ تَخُورُ
|
وترجعُ مسخنةًً بالصّمتِ تماماً
|
(هذا ما شاءَ لها السَّاسُةُ من أتْرَاحْ)
|
(12)تعريف
|
وطني :
|
سكينُ تَلِمَةْ ..
|
لا تتقنُ إلا ذبْحَ الأْبَناءْ . |