جمالُ الصِّبا يسطو فتُسبى البصائرُ |
ويصطادُ قلبي الصَّبَّ حُسْنٌ يُجاهر
|
ويُلغي الجَمـالُ الأنثويُّ إذا طغى |
خيـالاً فتسـمو للسّـماءِ النواظِرُ
|
وإنّي رأيتُ العشقَ أطولَ رحـلةً |
من العمرِ إنَّ الوقتَ وهمٌ
|
فعشـقٌ بلا وقتٍ، وقلبٌ مؤقَّـتٌ |
فكيـفَ سأُبقيـها وعمـريَ عابرُ
|
رُزقتُ من الأقدارِ لوعةَ عاشـقٍ |
وليـلاً مـن الأقمـارِ لا يتنـاثـرُ
|
أردتُ بليـلِ الهـجرِ راحةَ مقلتي |
خُذلتُ، فشوقُ الجَفنِ صحوٌ وماطرُ
|
وإنَّ هـواها كالجهـاتِ مُعانـقٌ |
وجودي ووجداني فكيـفَ أغـادرُ
|
وكفُّ الجمـالِ المسـتبيحُ دماءنا |
يصـوغُ الحلا حُلْمًا فيُسحَرُ ساحـرُ
|
بحذفٍ وتدويـرٍ وجـزْرٍ مرقرِقٍ |
وصَـبٍّ وتمـديدٍ ومـدٍّ يحاصـرُ
|
وشَـعرٌ تهادى فوق مرجِكِ ناسيًا |
سـماءً فإنَّ الفـجرَ فيـه يُسـافرُ
|
أتوقُ لخصـرٍ نحـتَ ذوقٍ متَمَّمٍ |
رقيـقٍ طليـقٍ مانـحٍ لا يشـاورُ
|
فذوقٌ يَشُـمُّ الوردَ منها إذا الهوى |
يهـبُّ وتُرخـي سـاعديها المآزرُ
|
وتنطـقُ أسـرارٌ فيُشرِقُ كوكبٌ |
وتشـهقُ أزرارٌ فيُـطـلَقُ طائـرُ
|
ويسطو عراءُ الماءِ إن كسرَ الصَّبا |
سدودًا، ونهـرٌ فيـهِ عمـرٌ يغامرُ
|
أرتِّبُ أيّـامي بفوضـى طبـاعنا |
فثـوري فإنـي فوضـويُّ وثائـرُ
|
وإنّي اشتريتُ الحُبَّ بالبوحَةِ التي |
تُقطّـرُ من روحي اشتقاقًا يُصـاهرُ
|
فإن كان دينُ العاشـقينَ جنـايةً |
لجُرمِ الهـوى ربٌّ محـبٌّ وغافـرٌ
|
***
|
بدورةِ صـدرٍ تُسـتباحُ المصـائِر |
بسحرِ جمالٍ تُستعادُ الحواضر
|
وحسنكِ بشرى الشعرِ قبلَ تجسُّدٍ |
فمن سـرِّ عشـقي تُستدلُّ البشـائرُ
|
عيوني مجوسٌ والجمالُ يدلُّني |
إليـكِ، ووجهٌ في سمـائيَ سـائرُ
|
أتُغوينَ قلبـي والغَوايةُ فِتنـةٌ |
فلا توقظي جمرًا بهِ الوهجُ صابرُ
|
مكرتِ بحُسنٍ فاستملتكِ ماكرًا |
بشِعرٍ، وخيرُ العشـقِ مكرٌ وماكرُ
|
وإنّي لجـنٌّ يستعيـرُ كلامَهُ |
من السِّـحرِ حتّى تستبّدَ المشـاعرُ
|
فذوبي على لفظي ليحلوَ سحرُنا |
كلانا مـن الجِـنِّ الذي لا يُسـايِرُ
|
وأنتِ فضـاءُ الحلْمْ في غُلُواتهِ |
وعشـقيَ أقـدارٌ وحسـنكِ قـادرُ
|
وقلبي رهينُ المؤنسينِ: جمالِها |
وشِـعرٍ تعالى في سمـاءٍ تحـاورُ
|
يُفخَّمُ لفظي عند صدركِ حيثما |
يُشـاءُ جمـالٌ فاكتـمالٌ يفاخِـر
|
تَرِقُّ المعاني حينَ أرسمُ رغبتي |
بلفـظٍ، تُراهُ اللفـظُ مثـليَ ناظرُ؟
|
كأنّ كلامـي ليس منّي فإنّـهُ |
يَفـِرُّ فيـشـدوها كأنِـيَ آخَـرُ
|
فبتنا أنا والشِـعرُ فيها كأنّنا |
غريمـانِ، لفـظٌ يستقّـلُ وشـاعرُ |