1-
|
قوافل من بدايات الزمان
|
إليك تصعد، تعبر الآفاق
|
قوافل من بدايات الزمان إلى نهايات الزمان
|
تظل نحوك تستقيم وتنحني
|
ويظل وجدك سيد الأعماق
|
ويظل نورك يسكن الدنيا
|
ويقدح في عروق الدهر، جذوة نبضه الحراق
|
وإليك ينهض كل معتلج الحشا
|
بالحب والأشواق
|
وإليك ياقرشية الأنفاس
|
ينسفح الربيع تشوقاً وتهاجر الأوراق
|
يا حضن بيت الله.. يا نساسة الأعراق
|
الفجر فيك جواهر قدسية الإشراق
|
والليل فيك معارج للذكر والقرآن
|
ما بين زمزم والصفا
|
نور وأخيلة
|
وأصداء القرون ترف
|
والسور الكريمة،
|
والنهى .. وبصائر الحذاق
|
ومواقف الأفذاذ
|
والوحي الجليل
|
وآل ياسر
|
والدنا مبهورة الأنفاس
|
ما بين أطياف الرؤى..
|
يقف الزمان وتشخص الأكوان
|
الآن.. تعتنق النفوس ربيعها ويهوم الإيمان
|
الآن.. يشرق في سلام الله
|
أمر الله بالمعروف والإحسان
|
الآن.. تحتشد العذوبة في دماء الكون
|
يرحل آخر الأحزان
|
الآن.. تعتدل الحياة.. وينتمي لمصيره الإنسان
|
-2-
|
قوافل من بدايات الزمان إليك تصعد
|
والضحى يصفو
|
يشف كأنه من نار
|
قوافل.. والجبال الصم تنبض بالندى والعطر والأنوار
|
لتزف للدنيا وللبشرية المشدوهة الأبصار
|
مولد أحمد المختار
|
ياسُرة الأرض المهيبة ضجت الأكوان بالبشرى
|
لدى ميلاده وافترت الأكمام
|
عن نورها وربيعها..
|
وتوهج القمر الصبي
|
وهشت الأنجام
|
وتباشر الأملاك
|
يزدلفون بين دوائر الأفلاك بالنبأ الذي
|
هز الحياة وأعجز الأقلام
|
وارتجت الدنيا
|
وغرد في جداوله الحصى
|
واخضرت الأيام
|
وتصدع الإيوان وانفجر الصدى
|
يعلو ويهبط:
|
أشرق الميلاد وانعتق الهدى وتهاوت الأصنام
|
يا سرة الأرض المهيبة
|
كيف أسرجت النهى
|
وقدحت شمس العز والأمجاد..
|
وشريعة التوحيد في ليل الأسى والشرك
|
كيف كتبت في ورق الغمام
|
سريرة الفجر الندى وفطرة الأنسام
|
ورسمت فوق مراشف الغيب البعيد
|
بقدرة الإمكان
|
مساكب للرؤى القدسية الأبعاد
|
تحمل صبوة المعنى
|
بأن الله أسرج للنبوة شمسها الكبرى
|
وأطلع من ربي «فاران»..
|
براءة أحمد القرشي
|
سدرة منتهى الخلق الرفيع
|
وصفوة الإنسان . |