لما قرأتُ كتاباً ليسَ في سيرِكْ |
علمتُ أني جهلتُ الأمر من خبركَ |
إنْ كان جودُك قد عمَّ الوجودَ فما |
في الكونِ حرفٌ تراه ليسَ في سيركْ |
أنت الوجودُ فما في الكونِ غيركمُ |
أما وجودُك أو ما كان من أثرِك |
فالكلُّ أنتَ ومنكَ الأمرُ أجمعُهُ |
إليكَ مرجعهُ في الآي من سورِكْ |
إن كنت عينكمُ ولم أكن فأنا |
بكلِّ حالٍ لنا ما حلت عن نظرك |
بنا وصفتَ كما بكمْ وصفتُ أنا |
فقلْ بلى أوْ نعمْ الكلُّ منْ قدركْ |
سبحان مَن مجدُه تعنو الوجوه له |
والكلُّ هو فلمنْ تعنو على نظركْ |
عجبتُ من سبحاتِ الوجهِ يمنعها |
سدلُ الستورِ عن الإحراقِ منْ بصركْ |
وليسَ يحرقُها أنوارُ وجهكمُ |
كذاك ترجم ما أودعت في زبرك |
قل للذي أنتَ في الأكوانِ تطلبه |
قدْ خبتَ واللهِ يا مغرورُ في سفركْ |
يا ربِّ هذا الذي ذكرتَ قصتهُ |
بأنَّ نعمتكمْ نجتهُ في سحركْ |
ولمْ أنلْ حكمة ً غراء في سمرٍ |
مثل التي نلتها في الليلِ من سمرك |
فاحفظ عليَّ علوماً أنت غايتها |
واعصم عبيدَك يا الله من غيرك |
فقالَ لي منْ وجودي خيركمْ بيدي |
وكلُّ ضرٍّ تراهُ فهوَ منْ ضرركْ |
ولسرُّ ليسَ إليكمْ هكذا نطقتْ |
بهِ النصوصُ وما أدريهِ منْ فطرِكْ |