من أنا ؟
بديع الزمان الهمذاني
358 - 398 هـ / 969 - 1008 م
أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل.
سيرة شخصية
بديع الزمان الهمذاني
358 - 398 هـ / 969 - 1008 م
أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل.
من أسرة عربية ذات علم وفضل ومكانة مرموقة ، يقول عن نفسه في رسالة إلى أبي الفضل الاسفرائيني : إني عبد الشيخ ، واسمي أحمد ، وهمذان المولد ، وتغلب المورد ، ومضر المحتد .
أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته
في الشعر دون طبقته في النثر.
ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ? فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ? ولم تكن
قد ذاعت شهرته.
فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني
في الآفاق.
ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا
ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه.
كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب
الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه.
وفاته في هراة مسموماً.
وله (ديوان شعر -ط) صغير و(رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و(مقامات -ط)
تعليمة :
كانت مدينة همذان من البلاد التي للعلم فيها نصيب وللأدب فيها ازدهار ، ولها من المكانة العلمية والبيئة الأدبية ، مما جعلها تخرج كثيراً من أدباء القرن الرابع وعلى رأسهم( أبو العلاء محمد بن علي صفي الحضرتين ) ، وهو ممن يضرب بهم المثل في الكتابة والبلاغة .
تتلمذ بديع الزمان على يد :
- أحمد بن فارس
- ابن لال
- ابن تركمان
- عبدالرحمن الإمام
ولم يكتفي بالتوفر على علوم اللغة والأدب ، بل أقبل على دراسة الحديث والرواية حتى أصبح ثقة في هذا الفن . وكان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه .
غادر البديع همذان سنة 380هـ ـ وعمره اثنتين وعشرين سنة ? إلى أصبهان ، حيث اتصل بالصاحب إسماعيل بن عباد وزير بني بويه .
وكانت تعج بالأدباء من أبناء ووافدين ، يقول الثعالبي : ولم تزل أصبهان مخصوصة من بين البلدان بإخراج فضلاء الأدباء وفحولة الكتاب والشعراء ....
ثم غادر إلى جرجان وهي بلدة لها من العلم والفضل نصيب كبير . وينتقل بعدها إلى نياسبور .
قامت مناظرة بينه وبين الخوارزمي لمع اسم البديع في نياسبور وطار صيته في الآفاق والتف حوله تلامذة عديدون ، فأملى أربعمائة مقامة أغلبها في الكدية .
مقاماته :
لعل أشهر فن عرف به بديع الزمان كان فن المقامات لأنه أول من ابتكر فكرتها وأطلق عليها هذا الاسم حتى اشتهر بها ، ونسج على منواله كثير من الأدباء الذين عاشوا بعده .
كلمة مقامَة تعني المجلس والجماعة من الناس ، وهي هنا ليست بمعنى محاضرة والأنسب لها أن تكون بمعنى وموعظة . وبديع الزمان يستعمل المقامة بمعنى المجلس .
يقول الثعالبي إنه أملى أربعمائة مقامة بنياسبور ويؤكد ذلك البديع في أكثر من مكان في رسائله .
أبطال المقامات :
اخترع البديع بطلين لمقاماته :
- عيسى بن هشام
- أبا الفتح الإسكندري
وهما من ابتكار خيال البديع
وجعل الأول الراوي والثاني البطل المغامر ،ولم يحرص بديع الزمان على أن يظهر أبا الفتح في جميع المقامات . وقد كانت المقانات ذات صلة بالناس .
وأسلوب البديع في المقامات لا يكاد يختلف عنه في الرسائل إلا في قليل ولقد جاء هذا الاختلاف بدافع الموضوع ، فالرسائل فيها حرية وبساطة ، وأما المقامات فلها سياق خاص وفكر متميز ومعان مقصودة لا يكاد بديع الزمان يتحول عنها أو يتصرف فيها حتى لا تفسد الفكرة ويختل الموضوع . وفيها الإكثار من الشعر والوصف والبيان والبديع ويظهر فيها تأثره بالثقافة الفارسية ، كما أنها لا تخلو من الفُكاهة .
من مقاماته :
- المقامة البغدادية
- المقامة الغيلانية
- المقامة النهدية
- المقامة النيسابورية
- مقامات الكدية
- المقامة المجاعية
- المقامة الخمرية
- المقامة الجاحظية
- المقامة القريظية
- المقامة الدينارية
- المقامة الحلوانية
- المقامة الصميرية
- المقامة الأسدية
محطات :
- كان ينشد الشعر لم يسمعه قط وهوأكثر من خمسين بيتاً إلا مرة واحدة ، فيحفظها كلها ويؤديها من أولها إلى آخرها .
- ينظر في الأربعة والخمسة أوراق من كتاب لم يعرفه ولم يره ، نظرة واحدة خفيفة ثم يسردها عن ظهر قلب .
- يُقتَرح عليه عمل قصيدة ، أو إنشاء رسالة ، في معنىً بديع ، وباب غريب ، فيفرغ منه في الوقت والساعة .
- كان ربما كتب الكتاب المقترح عليه ، فيبتدئ بآخره ، ثم هلم جرا إلى أوله ، ويخرجه كأحسن حال .
- يوشح القصيدة الفريدة من قوله ، بالرسالة الشريفة من إنشائه ، فيقرأ من النظم وانثر ، ويروي من النثر والنظم .
يترجم من الأبيات الفارسية المشتملة على المعاني الغريبة بالأبيات العربية ، فيجمع فيها بين الإبداع والإسراع .
- أكثر مقاماته ارتجال .
- كان مغرماً بالألغاز والأغلب أنه مخترع هذا الفن من فنون القول في الكتابة والشعر .
ما قاله النقاد :
يقول ( أبو إسحاق الحصري ) : وهذا اسم وافق مسماه ، ولفظ طابق معناه ، كلامه غض المكاسر ، أنيق الجواهر ، يكاد الهواء يسرقه لطفاً ، والهوى يعشقه ظرفاً .
بديع الزمان ، ومعجزة همدان ، ونادرة الفلك ، وبكر عطارد ، وفرد الدهر ، وغرة العصر ، ولم نرى نظيره في الذكاء ، وسرعة الخاطر ، وشرف الطبع ، وصفاء الذهن ، وقوة النفس ، ولم ندرك مثيله في طرف النثر ومُلحه وغُرَر النظم ، ونُكَته .، هذا كما يراه ( ياقوت الحموي ) .
يقول ( توماس تشنري T.Chenery ) : ويبغي بديع الزمان من المحاورة بين الراوي والبطل أن يكسب المقامة نوعاً من الحركة والحياة وفي نفس الوقت يتخذها ميداناً لإظهار بلاغته وثقافته وقدرته على نظم الشعر ، غير أن صدر المقامة لا غناء فيها وعنصر المخاطرة تافه فيها والأسلوب هو كل شيء .
ويقول) نيكلسون Nicholson ) : ونجد في مقامات الهمذاني قرباً من الأسلوب التمثيلي المسرحي الذي لم يستعمله الساميون قط ..... وكل مقامة وحدة مستقلة ، ولذا فالمجموعة الكاملة ربما ينظر إليها كقصة تحتوي على أقصوصات مرتبطة في حياة البطل ، وهي خليط من النثر والشعر حيث تكون القصة لاشيء والأسلوب كل شيء .
ويقول المستشرق الفرنسي ( إيوار C.huart ) : ومقاماته في الحقيقة أقاصيص نعرف فيها الأصل الآري ، وهي قصيرة بعض الشيء لكنها مكتوبة بأسلوب بارع وصعب حيث يستخدم الكلمات اللغوية النادرة الاستعمال .
مؤلفاته :
- مقامات
- رسائل
- ديوان شعر
وفاته :
توفي سنة 398هـ = 1008 م في هراة مسموماً .