• غَلَبَ الْوَجْدُ عَلَيْهِ، فَبَكَى

    غَلَبَ الْوَجْدُ عَلَيْهِ، فَبَكَى وَتَوَلَّى الصَّبْرُ عَنْهُ، فَشَكَا وتَمنَّى نَظرة ً يَشفِى بِها عِلَّة َ الشوقِ ، فكانَت مَهلَكا يَا لَهَا مِنْ نَظْرَة ٍ! مَا قَارَبَتْ مَهْبِطَ الْحِكْمَة ِ حَتَّى انْهَتَكَا نَظرَة ٌ ضَمَّ عَليها هُدبَهُ ثُمَّ أَغْرَاهَا، فَكَانَتْ شَرَكَا غَرَسَتْ فِي الْقَلْبِ مِنِّي حُبَّهُ وسَقتهُ أدمًعِى حَتَّى زكا آهِ مِنْ بَرْحِ الْهَوَى ! إِنَّ لَهُ بينَ جَنبى َّ منَ النارِ ذكا كانَ أبقَى الوجدُ مِنِّى رمقاً فَاحْتَوَى الْبَيْنُ عَلَى مَا تَرَكَا إنَّ طَرفِى غَرَّ قَلبِى ، فَمَضى فِي سَبِيلِ الشَّوْقِ حَتَّى هَلَكَا قَد تولَّى إثرَ غِزلانِ النَقا ليتَ شِعرِى ، أى َّ وادٍ سلكا لم يَعُد بعدُ ، وظنِّى أنَّهُ لَجَّ فِي نَيْلِ الْمُنَى فَارْتَبَكَا ويحَ قَلبِى من غَريمٍ ماطِلٍ كُلَّما جدَّدَ وعداً أفَكا ظنَّ بِى سوءاً وقد ساوَمتهُ قُبلَة ً ، فازورَّ حَتَّى فَرِكا فاغتفِرها زَلَّة ً من خاطِئٍ لَمْ يَكُنْ بِاللَّهِ يَوْماً أَشْرَكَا يا غَزالاً نصبت أهدابهُ بِيَدِ السِّحْرِ لِضَمِّي شَبَكَا قَد مَلكتَ القلبَ ، فاستوصِ بهِ إِنَّهُ حَقُّ عَلَى مَنْ مَلَكَا لاَ تُعَذِّبْهُ عَلَى طَاعَتِهِ بعدَ ما تيَّمتَهُ ، فَهو لَكا غَلَبَ الْيَأْسُ عَلَى حُسْنِ الْمُنَى فِيكَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى الضِّحْكِ الْبُكَا فإلى من أشتَكِى ما شَفُّنِى مِن غَرامٍ ، وإليكَ المشتَكَى ؟ سَلَكت نَفسِى سبيلاً فى الهَوى لم تَدَع فيهِ لِغيرَتِى مَسلَكا

    الكاتب: محمود سامي البارودي

    0المفضلة

    66012 المشاهدات

    0 تعليقات

    المفضلة إبلاغ
التعليقات معطلة من قبل المؤلف أو الإدارة

التعليقات (0)

المزيد من محمود سامي البارودي

عرض جميع الأعمال

مواضيع ذات صلة

  • غَلَبَ الْوَجْدُ عَلَيْهِ، فَبَكَى