• المَوتُ أصدَقُنا وفاءً بالعُهودِ

    I الظَّنُّ مِن شِيمِ الفِراسةِ. والقلوبُ مُعاقةٌ؛ إن لم تخالطها الشُّكوكُ! II الحبُّ ثرثرةٌ تحكُّ القلبَ، تَستشْري... وتشعلُ جذوةً طيَّ الشِّغافِ. III التِّيهُ بوصلةُ الضِّياعِ، وقائفٌ أعمى، انتكاسُ الخَطْوِ، سيَّافٌ ظلومْ. IV الصَّوتُ بعضُكَ، لا تُفَتِّتْهُ فَيفْنى الرَّجعُ في حُمَّى صُراخِكَ! مِثلُهُ تَفنى؛ لأنَّ الصَّوتَ بعضُكَ. V النَّجمُ قنديلُ المُسافرِ، شامةُ العذراءِ في خدِّ السَّماءْ. VI الكأسُ قبَّعةُ النَّبيذِ، ورغبةُ الإبهامِ في جَسِّ القَوامِ. VII السَّيفُ خاتمةُ المَقالِ؛ وخُطبةُ المُتناحرينَ، السَّيفُ عرَّابُ اللُّغاتِ. VIII الغَدرُ جمهرةُ السَّوادِ، عباءةُ الأشْقَى، ثآليلُ الصُّدورِ. IX الفجرُ مَقبرةُ الظَّلامِ، صَبِيَّةٌ تدعو الضِّياءَ لخِدرِها، حرفٌ تلاهُ السَّاهرونَ. X البابُ ترتيبُ الحقيقةِ، فكرةٌ تنمو... فينمو الماوراءُ. XI اللَّونُ أحجيةُ البياضِ، حِراثةٌ للعَينِ، سِرٌّ لا يُذاعُ. XII البحرُ نازلةُ الشِّراعِ. وموجُهُ حُزني، وحزنُ البحرِ عتَّالُ القصيدةِ. XIII الصَّلبُ دَوْزنةُ الذُّنوبِ، خطيئةٌ تَغفو، خُفُوتٌ... مَغفرةْ. XIV الرَّحمُ قبرُ القادمينَ، وبرزخٌ يعلُوصراخُهُ: لا تَجيئوا... لا تجيئوا: إنَّها دارٌ لَعوبٌ! XV النَّهدُ مَفسدةُ النُّهى؛ وثَنٌ... وأكثرُ مِن وطنْ. XVI الشَّكُّ عقلُ الأنبياءِ، وقمَّةُ الهرمِ الأخيرِ. XVII الظِّلُّ مِئذنةٌ، ومِشيتُكَ الكنيسةُ، يا تُرى ماذا تقولُ ظلالُكَ الحَيرى لخطوِكِ عندما تَمشي؟ XVIII الحُلمُ ثوبٌ للعُراةِ، فُتاتُ خُبزِ المُعدمينَ، ألمْ تَرَ السَّاروا على دربِ التَّمنِّي كيفَ ماتوا جائعينَ! XIX الجِنسُ فِطرتُنا، فلا يبدو اختلافٌ بيننا. في الجِنسِ تتَّفِقُ الرُّؤى. أو فلنقُلْ: في الجِنسِ يَتِّفِقُ النَّبيُّ وربَّةُ الشَّرفِ الرَّفيعِ، وبائعاتٌ للهَوى، وخيالُ أرملةٍ، وعربيدٌ يدلِّكُ خصيتيْهِ. الجِنسُ فِطرتُنا؛ فلا يَبدو اختلافٌ بَيننا! XX المَوتُ ثديُ الرَّاحلينَ، ونشوةُ السُّكنى إلى قبرٍ أخيرْ. المَوتُ أصدَقُنا وفاءً بالعُهُودِ! السويد | 2005 من ديوانِ: ليسَ يُنجيكَ المسيرُ | 2007

    الكاتب: سعد الياسري

    0المفضلة

    8441 المشاهدات

    0 تعليقات

    المفضلة إبلاغ

    شعر أدب فصحى الياسري العراق 

التعليقات معطلة من قبل المؤلف أو الإدارة

التعليقات (0)

المزيد من سعد الياسري

عرض جميع الأعمال

مواضيع ذات صلة

  • المَوتُ أصدَقُنا وفاءً بالعُهودِ