اسمٌ آخر للقصيدة
Dec 9, 2020 12:48 PM Dec 9, 2020 12:48 PM
ها قد ذهبتَ .. ! ولم تكن تنوي مغادرة المكان .. الوقت كان مراوغاً جداً ، وأنتَ ارتبتَ في معنى الرحيل الآن ، لا بابٌ فتغلقه وراء العمر .. لا ورقٌ سيدرك ما تدوّنه من النسيان .. لا أسماء تحملها على كتفيكَ ، كدتَ تعبّئ الكلمات في كأسٍ من الذكرى وتقرأ فوق طاولة الحنين البكر فاتحةً وكدتَ تذوبُ .. كدتَ تذوبُ آن فتحتَ حجرتها ولم تجد القصيدة ، إذ خمنتَ ، فوق سرير رغبتها فآثرتَ التعلّقَ بالأملْ ! ها قد ذهبتَ .. ! ولم تكن تنوي مغادرة المكانِ .. على الجدار ، وأنتَ تجلس قرب نافذة الغياب ولستَ تدرك أي ظلٍ فاض عن نجواكَ ، صورتها نشيدٌ خافتٌ في الروح حين أخذت بين يديكَ ما عبثاً تسمّيه احتياجاً .. كنتَ وحدك ، لا سوى عينيكَ وامرأة على ذات الجدار تمسّ ماء العمر في وجعين حيث لا وطنٌ سوى الكلمات بينكما .. وحزنٌ محتملْ . ها قد ذهبتَ .. ! ولم تكن تنوي مغادرة المكان .. الآخرون الآن مرآتان أنت وأنت ، لا أحدٌ سواك رآك بين الصفحة الأولى وبينك ، هل ستعترف المسافةُ بالغموض الآدميِّ ، وهل ستكتب مرةً أخرى جنونك بالرصاص ، فلا سبيل لمحو أسئلة البداية من سدى الركض الطويل سوى النهاية .. أنت وحدك في المتاهة ، أرضك الأولى ، هوّيتك التي جرحت هوّيتكَ العتيقة فانتميت إلى تعثّرك السويِّ ، هبوطكَ الفطريِّ ، نشوتكَ العصيّة بالكلام إذ اصطفاك للحظةٍ ثمّ استبدّ وما اكتملْ .. ها قد ذهبتَ .. ! ولم تكن تنوي مغادرة المكان .. سقطتَ في الورق البعيد ، نكأت جرح حمامةٍ بيضاء تهجس بالبيوت الساحلية قرب ماء القلب .. لوّنت العلاقة بين أغنيةٍ وأغنيةٍ بعصيانٍ رماديٍّ وليس لهذه الأسماء ضفتها ، ولا لكَ ضفةٌ أيضاً فخذ من موسم الآتين فاتحةً لترقيَ كبرياء الريحِ ليس سواك من سيضيء مصباحاً لهذا الليل ، يؤمن بالقصيدة محنةً كبرى .. ولكن ليس يدري ما العملْ ؟!
الكاتب: محمد إبراهيم يعقوب
0المفضلة
624 المشاهدات
0 تعليقات