الأم
Dec 9, 2020 12:48 PM Dec 9, 2020 12:48 PM
من كان يسقيني ومن ذا يطعم وأنا على مهدي أصمّ وأبكم؟ من ذا يترجم صرختي ويحيلها معنى فيدرك ما أقول ويفهم وإذا أجنّ الليلُ مهدي من ترى يمسي يهدهده ولا يتبرم من ذا يطيع أوامري ومن الذي في ليله ونهاره أتحكم ومن الذي أقلقت مضجعه بما آتيه مما يستثير فيحلم *** كم ذا ظمئت ولست أحسن مطلبًا للماء أن أروى ... ولا أتكلم ولكم أجوع فلا أهب مطلبا وأظل أبكي تارة وأدمدم من كان يحميني الردى ويحيطني برعاية فيها أنام وأحلم أمي... ويـا لفـؤادها من جِنّةٍ كم ذا نعمت بها وكم ذا أنعم حتى درجت وتلك أكبر محنة تلقى الأمومة في الحياة أعظم كم كنت أملأ ليلها ونهارها عبثا يضيق الصدر عنه فتحلم أهوى عذاب أخي الصغيرمختاتلا وأعيث في ماعونها فأحطم وأظل أبتكر المشاكل كلّما هدأت فلا تشكو ولا تتبرم أبكي وأصرخ أن منعت جريمة ولكم تداري غيظها وتكتم تطغى غريزتها فتمسح أدمعي فيذوب في كأس الحنان المفعم ولكم مرضت فلم يخالط جفنها غمض ٌ فتسهر والبرية نوّم أشكو فتشكو ما أحس كأنني من جسمها عضو يزال فيعدم حتى إذا كشف السقام قناعه عن مقلتي وزال ما تتوهم طفرت دموع البِشرُ ترسم فرحةً فيها الحنان العبقري مجسم ومضى الزمان يلف في طياته زمر الحوادث وهي تتصرم وشببت عن طوقي قويا شامخًا ودم الشباب بمهجتي يتضرم ومشيت في هذي الحياة مناضلا حرّا أصول كما أشاء وأقدم زهت بما صنعت وطابت يومها نفسًا وعاودها الخيال الملهم وجئت بعيدًا وهي تدعو ربها والدّمع فوق خدودها يترنم أنمو على دعواتها ودموعها وتظلّ في محارابها يتهدم ***** هي شمعة ولهى تذوب لكي أرى خطوي وفي رقصاتها أتقدم حاشا الأمومة ما نسيت حقوقها وعهودها فهي الأبر الأرحم أنا أن عبدت الله ثم نسيتها فأنا الذي يهذي بما لا يعلم 1954م
الكاتب: الهادي آدم
0المفضلة
512 المشاهدات
0 تعليقات