تمنُّع ٣ يتمنعن وهُنّ الراغبات
May 18, 2021 11:05 AM May 18, 2021 11:05 AM
(تمنُّع)3 (يتمنعن وهن الراغبات) قصة قصيرة جداً .................................. تمر الليالي وأنا أنتظر ذلك القابع بالذاكرة.. أرقب الهاتف لعلّهُ يتواصل.. (يُقاطعني عقلي) لا لا ، لن يتصل فقد قسوت عليه بآخر إتصال ، كما قسى على روحي بالهجر والبُعد.. (يستل قلبي سيفهُ مشهوراً أمام عقلي) ماذا أفعل بقلبي المتلهف ، آه من اللهفة ؛ تشيخ اللهفة وتهرم وتصاب بخرف الذاكرة.. ثم بلمسة حبيب تتورد لتعود يافعة شابة.. (يعود العقل بحديثهِ) أخاف أن يخذلني الصبر في معركتي معهُ فيعتريني العجز ، ويُعرّيني أمامهُ.. أبدأت أضعف..؟! (نظرت بحدةٍ لهاتفي ، محدثةً قلبي) ما الذي سيحدث لو كنت المبادرة بالإتصال..؟! لن ينقصني شيء..! (يزعجني حديث قلبي) ولكن لو هاتفتهُ ، ماذا أقول لهُ من حديث ..؟! فعندما يدركنا الشغف تصاب المفردات بالعطب.. وتعجز حواسنا عن البوح.. رغم الطموح بإطفاء اللهيب.. (بعد لحظة صمت) على عجالةٍ أخذت الهاتف ومن أول محاول للإتصال ، رد سريعاً.. قائلاً: أهلاً بمن أنتظرهُ.. (رجف قلبي وأغلقت الهاتف ، لاعنةً هذا الشغف) عاود الإتصال ، وترددت بالإجابة ثم هدأت من روعي وأجبت بصمت مطبق.. قال: لا أجمل من واقع يجمعني معك إلآ حلم يسري بي إليك.. (ألجمني الرد وتشبثت بالصمت لفترة) قطعهُ سائلاً متعجباً : لماذا الصمت..؟! أتعلمين ؛ صدى صمتك صارخاً..؟! قلت بعد تأوهٍ: الحياة لا تتوقف عند فراق شخص .. بل المشاعر تظل حبيسةً لهُ.. قال مبتهجاً: أرقب هاتفي وأنتظرك ، أبحث بين السطور لأستشف روحك علّها تُزهر.. قلت بحرقةٍ: كنت سيء معي.. قال: مخيرة أنتِ..!! إينما وجهتي وجهك ويممتهِ نحوي.. أن تريني بذاك السوء أو بذاك الطُهر .. أصبغيني بكل درجات السوء ولوني كل كوني.. سأظل أعشق تفاصيلك.. قلت: دعني أُفرغ الغضب الذي بداخلي منك ، ومن ثم أعاود الإتصال بك.. قال: كما تشائين إنني بإنتظارك .. وتيقني رغم كل مايحدث حولي ومايحيط بي من سوء.. روحك فقط تبعث الفرح في قلبي.. وداعاً على أمل منك بإتصال قريب.. (أغلقت الهاتف وهرعت للنافذة لأفتحها على مصراعيها محدثةً روحي) تباً للشغف ، بفعل الوقت ، الغضب يهدأ والعتب يزول والكبرياء يتهاوى ، ولا يبقى سوى لوعة الحب تشي نارها.. .................... بقلم/أحلام أحمد بكري قصة قصيرة جداً
الكاتب: أحلام أحمد بكري
0المفضلة
378 المشاهدات
0 تعليقات