الميثيلوجيا في النص الديني والتاريخي
Dec 19, 2021 03:43 AM Dec 19, 2021 03:43 AM
الميثولوجيا في النص التاريخي والديني نجم الجابري - المثنى تحت هذا العنوان تناول الكاتب العراقي د. رشيد الظالمي بحثه الموسع على ان الحديث مع العقل الواعي والفكر النير ضروري والجميع مدعوا لدراسة تراثنا الديني من جديد اي تراث الامة الاسلامية لا تراث طائفة او مذهب ان تاثيرات المرويات الاسرائيلية في التفسير الحديث قد جرت ماسي في تاريخ المسلمين قسم الكتاب الى ثلاث عشر بابا تضمن الباب 13 تضمنت ابواب الكتاب جزئين ما عدا الثامن 3 اجزاء اما السابع فجزئين فيما كان الخامس والثالث بجزئين ايضا في البدء تحدث الكاتب عن الميثولوجيا معرفا وكذلك الحال بالنسبة للدين والديانة ومعرجا على علاقة الانسان بالدين منذ عرف الدين لاول مرة ومنذ نشات الاساطير مع تطور الانسان منذ العصر الحجري الحديث النيوليت 1200 ق.م ولايخفى على المتلقي ان الميثولوجيا هو مصطلح يوناني يقصد به علم الاساطير والخرافات واثرها في حياة الشعوب الاجتماعية وسلوكها الديني وقد تبلور هذا العلم في القرن الثامن عشر ولهذا كان له دور مهم لمعرفة الانماط الدينية و الاجتماعية للشعوب الواقعة تحت الدراسة رغم اختلاف العلماء في تفسير الاسطورة (myth) واسباب نشؤها ومنع الخلافات والاختلاف بمعنى ادق ناجم عن طبيعة الاساطير والميادين التي تتحرك فيها وحسب رؤية اختصاص الباحث اجتماعيا او دينيا او في مجال الاثار وارتباطها بظواهر طبيعية مثل الشمس والقمر والرياح ومنها مايتعلق بطقس الفرد والالهه والحروب وتقديس الموتى والرمز الوطني والديني. يستعرض الباحث اراء علماء مثل فريزر وزينوفانيس وفراس السراج فمنهم من يراها طقسا شعبيا له قوة روحية في نفوس الناس ومنهم من يراها اساطير وحكايا قديمة غير ان سقراط يرى ان صفات الالهه يمكن اكتشافها من تحليل اسماء الاصنام في حين يرى المسلمون ان الاساطير تنشا من المعتقد الديني وتكون بمثابة امتداد طبيعي له فهي تعمل على توضيحه واغناه وتضعه في صيغ تساعد على حفظه وتداوله بين الاجيال وتحدث الباحث عن الدين وقدم شروحا لاراء فلاسفة وعلماء في الديم مثل ماكس مولر وهربرت سينر وجيمي فريزر في الباب الثاني ص 51 يقارب الباحث ميثولوجيا الاله السومورية والدين عن الحضارات المتعاقبة في بلاد مابين النهرين كون هذه الحضارات تركت تراث ثريا يعتبر الاصل والاساس الذي اخذت منه الاحضارات الاحقة تراثها الديني كاليهودية في شؤون العقائد والطقوس وتحدث عن اعتقاد السومريين وفقا لعقيدتهم مثل تعدد الاله وما يحيط هذه الاعتقادات مثل ميثلوجيا الكواكب والنجوم والرياح والبرق والعواصف اضافة لميثولوجيا الملاحم والخلق كما يتضمن ميثيلوجيا المدن الفاضلة والطوفان واخيرا وليس اخرا شرح ميثيولوجيا الحياة والخلاص من الموت وميثولوجيا الديانه الشخصية والعبادية والملوك ورجال الدين والاعياد والخطيئة والعقوبات وتنبؤات المستقبل . وفي هذا المجال كانت مقاربة موضوعية ومفيده وموسعة واعطت البجث قيمة اعتبارية كبيرة وتوضيح ممنهج ولا ننسى الامثلة التي ضربت كدليل على مصداقية البحث ومصاديقه في الباب الثالث تحدث عن الديانة الزرادشيه والديانة المانوية اللتين لهما الاثر على الديانات اللاحقة لاسيما اليهودية والمانوية شغلت الديانة الزرادشية الفصل الاول من البايونية بيان عن حياة زرداشت ونبوته وعروجة الى السماء وذكر جوانب من الكتاب الاساسي الذي اعتمد في شريعته وهو الابستاق مع بيان جوانب التشريعات والطقوس الاساسية فيه وتناول الفصل الثاني ديانه ماني وبيان الابعاد العقائدية والتشريعية فيها وانه خاتم الانبياء والمتمم لرسالتهم والذي وصى به المسيح مع ذكر النهاية المفجعة له وذكر اثر هاتين الديانتين على من جاء بعدها. في الفصل الخامس ويقسم الى فصلين يعرفان بالتوراة والمدراش والتلمود والهاجادا ونشاتهم وتطورهم والتطورات التي رافقت التاريخ اليهودي قبل اضهاد اليهود في بابل وبروز حركة القرائين والحركات اليهودية الصوفية واثر ذلك على خروج اليهود من العزلة واخيرا بيان عقيدة التوحيد والايمان بالله والمصير الانساني بعد الموت وتناول الفصل الثاني تحليل ونقد تاريخ اليهود المدون والمسلمات ومن المواضيع المهمة البحث التاريخي في قصة النبي ابراهيم الخليل من حيث هجرته وفق نصوص الكتاب المقدس في حين الباب السادس نصوص الكتاب المقدس علاقتها بحضارة سومر وبابل ويتضمن قصة الخلق والتكوين بين النصوص السومرية والتواراة جلجامش قصة الطوفان الجنة في الاساطير السومرية المزارع والراعي قابيل وهابيل وعالم الموت عند السومريين والبابليين وعلم الموت في التوراة وتطور فكرة عالم الموت الباب السابع يتناول قصة بني اسرائيل في القران والتاريخ الاسلامي ويتحدث عن رحلة ابراهيم والعبرانين وبعثه موسى في مصر والهجرة الى مدين وحديث التيه لبني اسرائيل في الباب الثامن ص 279 ويقسم الى ثلاث اقسام بيان تاريخ بني اسرائيل وقصة موسى مع الخضر وقصة مريم والنبي داوود وسليمان في الفصل الثاني من هذا الباب اما الفصل الثالث دور اليهود في تحريف التوراة ويهود المدينة ايام الاسلام في الباب التاسع الاسرائيليات في التفسير الحديث ص 321 وقصة غرانيق وزواج النبي من زينب بنت جحش وتطور علم الحديث والتفسير ومواضع عن التوراة وكتب اليهود والتشابه في كتب الحديث الاسلامية مثل قصة شجرة الطوبى , سورة قاف ونون,انزال الحديد , تسبيح البرق السحاب اما الباب العاشر فيتحدث عن ذو القرنين في القران والحديث تاريخيا وواقعيا وواصحاب الكهف وسفينة نوح ,ياجوج وما جوج والقران والتفسير في الباب الحادي عشر ص809 يتحدث عن تفسير بعض ايات بني اسرائيل والرواية في التراث اليهودي في سفر حزقيال وسيرة الاسكندر والرواية في التراث الاسلامي ثم المقارنة بين رويات التراث اليهودي والاسلامي وتفسير ايه كل الطعام حلا لبني اسرائيل اما الباب الثاني عشر فيتحدث عن قصص من القران مثل قدرات سليمان الخارقة والقران والتفسير وسليمان والجن والنملة وبلقيس والهدهد والتوراة والهاجادا الباب الثالث عشر في هذا الباب يتحدث عن الاسرائيليات ودور المصلحين والمجددين اعتمد الكاتب مجموعة اراء العلماء ومختصين عرب واجانبا وارائهم في مواضيع القص القراني ومنهم من اعتبره للمثال ومنهم من عده جزء من تاريخ الاديان واستمراريتها الخاتمة قدم الباحث كتابا موسوعيا وان حاول اختصار تلك الاساطير في مواقع شهدت اصل الحضارة واصل الديانات التي ظهرت بعد الحضارة لم يذكر المؤلف بعض الاساطير التي ادت الى دمار الامة الاسلامية كما وان الباحث اراد ان يترك للمتلقي باب الاستنتاج من بحثه وغايته من هذا المؤلف ورغم استشهاده بملحمة جلجامش الا انه اغفل الجانب الادبي ودور الاسطورة في العمل الادبي الى يومنا هذا كما يبدوا ان المؤلف احتاط كثيرا في عدم كشف رؤيته الحقيقية وجانبا كثيرا من الظن وحسن النية الذي يعتري المتلقي غير المختص في هذا البحث. واخيرا وليس اخرا كوني سمعت عن الدكتور الظالمي ولم التقيه ولكن من خلال مطالعتي لبحثه ادركت انه يريد تجديدا وتشذيبا ان صح التعبير لتراثنا التاريخي والديني بعيدا عن الانتماءات العاطفية والمذهبيه التي اثرت على وجود الانسان وانتماءه الوطني والوصول الى الدين الحقيقي الذي اراده الله ان يكون دينا اخلاقيا يهذب الانسان ويقومهم وصولا الى الصفة الفاضلة التي ارادها الله له لتكون طريقة الى الفلاح والخلود ( وما خلق الجن والانس الا ليعبدون).
الكاتب: نجم الجابري
0المفضلة
64 المشاهدات
0 تعليقات