• آخرُ غناءِ امرئ ِالقيس

    كانت (قفا نبكِ) انفراطَ حكايتي وثمالةً لجموحيَ المعسولِ خلَّفْتُ (سِقْطَ لَوايَ) يندُبُ خَيبتي وطمستُ بـهجةَ (حَومَلي ودَخُولي) واعتضتُ من طللِ الأحبّةِ أدمعًا وهوًى جفَتْه خليلتي وخليلي والآنَ لي وجعٌ تمضْمَضَ جمرُه نارًا تُناكفُ باللهيبِ فصولي لا اليومَ لي خمرٌ تروقُ، ولا غدًا أمرٌ، وأحثو بالسكوتِ ذهولي *** لي وِجهتانِ، فوِجهةٌ أمشي لها ومعي الحنينُ، ووِجهةٌ تمشي لي تتنازعان مسافتينِ تناءتا عني، وبينهما يفِحُّ ذبولي فأنا على حِقْفِ القصيدةِ ذاهلٌ متزمِّلٌ بالظنِّ والتخييلِ أَوْلى بدربـيَ أن أثيرَ فُضُولَه ويثيرَ مثلَ الأُحجياتِ فُضولي متعامِدَينِ على مدارٍ مُخصبٍ بالليلِ، مجهولٍ على مجهولِ *** هاجتْ لي الأذحالُ رحلةَ جامحٍ فطعنتُ في البيداءِ دونَ دليلِ ومعي الهوى والوهمُ و(ابنُ قَمِيئةٍ) ومرارتي وتشَعُّثي ونُـحولي هم صحبيَ الباقونَ لا يحلو لهم غيرُ الذي -لو ساءهم- يحلُو لي وأتيتُ (قيصرَ) كان ينصِبُ وجهَه حجرًا يغالبُ شهوةَ الإزميلِ وقرأتُه نـهَرًا يثجُّ، وإذْ به وَشَلٌ يُـماطلُ بالنِّطافِ غَليلي فنكصتُ عنه وقصتي مثقوبةٌ ودمي حفِيٌّ بانتهاءِ فصولي قالت لي الكلماتُ: (صرتَ مداهِنًا للوهمِ)، قال السيفُ: (خنتَ صليلي) قال الطريقُ: (نعودُ؟) قلتُ: ضَلالةٌ ألا نعودَ، فصُغْ شتاءَ رحيلي وانـحـَتْ على الصَّخَراتِ قصةَ حالمٍ خُتِمتْ بمشهدِ ثائرٍ مخذولِ واحملْ إلى (أمِّ الرَّبابِ) نهايتي واذْرُرْ على وجهِ الضحى ترتيلي *** لم يبقَ من خيلِ الصباحِ بقيّةٌ غيرَ الرباطِ وذكرياتِ صهيلِ ودمٍ على حجرِ الغَوايةِ غافلٍ عن ثأرِ مَلْكٍ فارسٍ ضِلّيلِ *** لو لم يُـحِطْ غولُ الظلامِ بغرفتي ما قمتُ أحضنُ شهقةَ القنديلِ

    الكاتب: عبدالله الرشيد

    0المفضلة

    13 المشاهدات

    0 تعليقات

    المفضلة إبلاغ
التعليقات معطلة من قبل المؤلف أو الإدارة

التعليقات (0)

المزيد من عبدالله الرشيد

عرض جميع الأعمال

مواضيع ذات صلة

  • آخرُ غناءِ امرئ ِالقيس

    المزيد من عبدالله الرشيد

    عرض جميع الأعمال

    مواضيع ذات صلة