حلمٌ غريب لا أجد له تفسيرًا، تطاردني أرواح من الماضي. كان الحُلم لعدة ثواني، ولكن بدى سرمديًا شعرتُ بأنها استمرت لثلاثة أيام بلياليها، غابة كبيرة مليئة بشتى انواع الأشجار، خضراء وكانت تفاصيلها جميلة ومدهشة، واشجار الصفصاف تحجب ضوء الشمس، وبغمضة عين أصبح النهارُ ليلًا، وتلك الأشجار سُحِقت وامتصت منها الحياة، كل ما كان حيّا وزاهيًا اصبح ميتًا ورمادي، قلِبت الموازين رأسًا على عقب وكأنني في عالمٍ أخر، جزعت من هول الموقف. أرى ارواحًا تحلق باتجاهي، وأشكالًا مخيفة، أركضُ بكل قوتي هاربًا بجلدي. اختبئتُ خلف شجرة صفصاف كبيرة، كان منظرها مخيفًا ولكن يوحي بالأمان، وللوهلة الأولى بدت بأظلال وبلا أغصان، وعندما رفعتُ رأسي للأعلى ، كانت الارواح معلقة على الشجرة بهيئة اغصان واوراق. تراجعتُ للخلف ببطء وعيني متسمِّرة بأغصان الشجرة، كنت خائفًا من ان أرمش واجدها في وجهي. لم استطعت ان اخطو خطوتين حتى حاصرتني الأرواح رجعت للخلف حتى اصطدم ظهري بالشجرة، لا أعلم لماذا كنت اشعر بالأمان لهذه الشجرة، تشنجت أقدامي، رأيت الموت أمام عيناي ولم أعد اشعر بقلبي ولا تسارع نبضي من شدة الخوف وهول الموقف، من بين كل تلك الأرواح اقتربت مني روح، تخاطبني بلهجة شديدة. قالت : أزرع فوق قبري الزهر او الورد أزرع شجرةً، وعندما يأتي المطر يسقى الزرع فأشعر بالحياة، أزرع ولو شجرةً أحيا بداخلها، وإن لم تفعل سأطاردك كل ليلة في منامك، فتحت عيناي ، لأجدني في غرفتي والإضاءة خافته، شعرتُ ببردٍ شديد داخل جسدي، وبطريقةٍ غير مباشرة شعرت بأن تلك الروح التي خاطبتني كانت روحي ، ولم تجد السلام في عالم الأرواح، كانت تعوم في جحيمٍ رمادي، كما أعيش حياةً رمادية. سأزرع كل البذور والزهور وعندما تمطر وتنبت الأرض لعلي أجد السلام أينما كنت.