الفزاعة
Sep 5, 2022 07:47 PM Sep 5, 2022 07:47 PM
کنتِ تسأليني أنْ أكفّ عن رمي الأحجار صوب النافذة. تقولين لي : «صرت كبيراً، يا عبد العظيم» فأصدّقكِ، لكنني عندما أمدُّ يدي إلى القمر، وأعجز عن إمساك نوركِ الساطع بين أحجاره ، أعودُ غاضبا، فأتسلقُ سياجَ الحديقة وأرميكِ، وسطَ عائلتكِ، بكل ما تحملُهُ يداي، من أجلِ أن ترفعي رأسكِ فترَتيني، مثل فزّاعةٍ وقعت في غرام حقولكِ. - ابتعد، أيها الأحمق! تصرخُ أمكِ، وهي تهشّني كالغُراب، من دون فائدة ! عندما أتذكرُ الآن كيف كان يَشتعلُ وجهُكِ، ويمتزجُ على بَشَرتكِ الفرحُ بالحزن، فتشتعلين وتنطفئين في نفس اللحظة ، يتأكدُ لي أنني كنتُ حكيماً حتى في مراهقتي. حماقاتي كانت تُناغم الكون في عبثيتِهِ ، وهي الطريقةُ الوحيدةُ لحلّ اللغز، لغز جمالكِ .
الكاتب: عبدالعظيم فنجان
0المفضلة
66 المشاهدات
0 تعليقات