• الفزاعة

    کنتِ تسأليني أنْ أكفّ عن رمي الأحجار صوب النافذة. تقولين لي : «صرت كبيراً، يا عبد العظيم» فأصدّقكِ، لكنني عندما أمدُّ يدي إلى القمر، وأعجز عن إمساك نوركِ الساطع بين أحجاره ، أعودُ غاضبا، فأتسلقُ سياجَ الحديقة وأرميكِ، وسطَ عائلتكِ، بكل ما تحملُهُ يداي، من أجلِ أن ترفعي رأسكِ فترَتيني، مثل فزّاعةٍ وقعت في غرام حقولكِ. - ابتعد، أيها الأحمق! تصرخُ أمكِ، وهي تهشّني كالغُراب، من دون فائدة ! عندما أتذكرُ الآن كيف كان يَشتعلُ وجهُكِ، ويمتزجُ على بَشَرتكِ الفرحُ بالحزن، فتشتعلين وتنطفئين في نفس اللحظة ، يتأكدُ لي أنني كنتُ حكيماً حتى في مراهقتي. حماقاتي كانت تُناغم الكون في عبثيتِهِ ، وهي الطريقةُ الوحيدةُ لحلّ اللغز، لغز جمالكِ .

    الكاتب: عبدالعظيم فنجان

    0المفضلة

    66 المشاهدات

    0 تعليقات

    المفضلة إبلاغ
التعليقات معطلة من قبل المؤلف أو الإدارة

التعليقات (0)

المزيد من عبدالعظيم فنجان

عرض جميع الأعمال

مواضيع ذات صلة

  • الفزاعة