• لوعة الرحيل! (أم عبد الله) 3

    وكذاك لم أحفل بأقسى دهكل نارُ الحياةِ نجوتُ منها سالماً أمسِي وأصبح مثلَ أيّ سَمَندل نارُ الرُّكام الجاهلي ردمتُها ومحوتُ مِن رأسي رُموزَ سَبَههل نارُ النفاق تعقبتني مِن جنو دِ فراعن ، كانت كمثل الدُّمل هي أحرقت بيتي وثوبي والصحا ب ، وليس تحرقُ زمجراتِ القُفصل نارُ العَمَالة في الضمير كما اللظى والنفسُ أدمُعها كمثل الحَومل وتظن بالأشراف ظناً سيئاً جداً ، وتحْسنُ ظنها بالغشفل كانت لنا يا أم عبدِ الله دا رٌ ترتدي ثوباً بهيم المِفشل ويلفُّها سُورُ الحديقة شامخاً بيدي ملأتُ رُبُوعه بالكَربل وجعلتها وطن الجميع ، ولم أشـ ـحّ بها لنا ، أنا لَستُ قطُّ بفصعل بالآي آي الذكر قد زينتها حتى غدت بالصدع أطيبَ منهل ووضعتِ لؤلؤتيكِ تحت سَمائها والروحُ تزجي السير سير الخَيزل ورأيتُ فيكِ الأم تعطي عطفها وحنانها ، عجباً لأم مُطفِل والآن فرقنا (العَميل) بفعله وكلامه ، عجباً لكيدٍ مُختل هو أمر ربكِ ، لا تخافي قَط أو تتألمي ، عيبٌ عليكِ ، تحملي كانت لنا بين الأنام مكانةٌ ونهيم في عيش رطيب غيدل ولكِ الشهامةُ والكَرامة والعُلا يا أمِ عبد اللهِ زينتِ الحُلي وإذا مَشَيت ، فللمسير شُروطهُ ولباسُهُ ، أخفاك كُلُّ تَزيُّل وأظلُّ في سِري أقولُ تولها وأظل أذكر ربنا بتسبحُل إني ولؤلؤتاكِ نعرف فضل أمٍ حُبها أثرى ربوعَ المَوئل إى ، أنت أمٌ للحليل وللوليد وإن أبى هذا قطيعُ القُمَّل أنت الحَنانُ ، وأنتِ غيثُ حَيَاتنا أنعم بغيثٍ طيبٍ مُتشلشل بل أنت رِزقٌ ساقهُ المولى لنا في ليل عُمر عابسٍ ، ومُليل إي أنت والأولاد بحرُ سفينتي والشرُ في الأولاد لم يتكمهل أنتم نسيمُ شبيبتي ، وقريحتي وجنانُ ماءٌ من سحائب هُتل أنتم دوائي إن مرضت وموئلي أنتم حياتي رغم (زيدٍ) أو (علي) روحي فِداءُ حياتكم ، هذي وصيـ ـة ديننا ، سُحقتْ جموعُ العُذل من أجلكم أطأ الحياةَ بعزمتي وكذا الربا إن كنتُ لم أتوعل أنا ليس تُعجبني الحياةُ ذليلةً وكليلةً ، فالجُبن طبعُ الأقزل كانت لنا دارٌ ، وكُنتِ ضِياءها والدِّينُ زيَّنها بكل تَجَمُّلِ كم أسعدَتنا فِكرةٌ ورؤىً ، وكم أسعدْتِنا بطعَامكِ المُقرنفل كم ذا درسْنا العِلمَ في دار الهَنا والحق قلناهُ ، ولم نتعلل وإذا كِلابُ الأرض تهدم دارنا رغم النفاق وأهله في القسطل عجباً لأمر كلاَمِهِم ، وفعالهم القِردُ يَصعد فوقَ هَامِ الشمشل؟ والخُنفساءُ تُهدِّد الأُسْد الضَّوا ريَ بالردى ، أحقرْ بفعل كبرتَل وذُبابةٌ تُردي قطيع سلاحفٍ وتقُصُّ بالمِقراضِ خُفَّ العندل؟ وينالُ هِرُّ من عُقاب جَارح ويُقيمُ مِتراساً بِوجهِ عقرطل؟ أتَفُتُّ في عضُد الصقور يَمامةٌ؟ وتنال من نَسر ربيبةُ عَنظل؟ أينالُ كَلبٌ قد عوى من هيثم؟ وتنال ريحٌ من تلالِ الأعبل؟ أتسَوّدُ الأوهامُ وِفقَ هُبُوبها ومِزاجِها ظَهرَ الجوادِ الأرحل؟ أيُخوّفُ الجَملَ القويَ بقَضهِ وقضيضةِ - بالله - ظِلُّ الأرخُل؟ والحُوتُ في جَوفِ البِحار ببأسهِ أيخافُ شيئاً مِن تحدي الغنجُل؟ والطَّيرُ في جَوَّ السَّماء مُرفرفاً أيخافُ يوماً مِن تلوي الزعبل؟ والبحرُ هَل بعضُ الرَّماد يُريبه؟ أم هلْ يُعكرُ بانهمار الكندلي؟ والأرضُ - قولوا - هلَ تُبدِّد نورهَا وجمالها - يوماً - ظِلالُ الكهبل؟ إنِّ السَفينةَ في عُباب المَاء تمـ ـخرُ لا يُرى منها شِراعُ الكوثل رُبانُها بالنصر قد عقد اللوا قد بات - في الأحلام - لم يَتَقيَّل والراكبون ثَلاَثَةٌ: أمٌ ولؤ لؤتان ، نُورهما بدا كالكربل مِن حُبكَ الفياض يا ملاح فابـ ـذل للجميع ، وكِلْ لهُم بالقنقلِ وإذا جَهلتَ الدرب في البَطحاء خذ هم صَوبَ وادٍ عند سفح العَوكل وأعذهُمُ بالله مِن شَر الهَوىَ واحمدْ ، وكبّرْ واصطبرْ ، بل هَلِّل واقدُر لِميعاد الصَّلاة ، وصَلها مَعهم ، وقل للطفلِ كَبِّرْ ، حيعل وإذا بُليتَ بِنعمةٍ فاحمد ، ولا تكُ لاهياً أبداً ، فلستَ بمِقمل في هودج التوحيد فاستُر أسرةً واحذر مِنَ الشَّيطانِ نزعَ المِفشل واغمُر هَوَاكَ الحُرَّ في قارورة التـ ـوحيد ، بل وأتِمّ غلق السوجل يا أمَّ عبدِ اللهِ قد خُتم القصيدُ بفرحةٍ ، خَلفتْ دُعاءَ المُثكَل إني على الأيام أشكو مِن (أنا) (لأنا) بثوب في المُصيبةِ هِدمل وعَزفتُ عن نَسجِ القريض إلى هُنا لرتابتي ، مِن باكيات الطَّيسل عجز اليراع ، فلم أُطق تكرارهُ للفظِ كالقطرات لم تتفحَّل وطغى الوداع على المِداد فمصهُ عُوفيت يا قلم المُحبِّ المُثقل وتمزق القِرطاسُ من ألم الجوى فاشتاط كالرجل الغَضوب الفُقحل والشِّعر ضاق بغُصةٍ ، عجباً لأمـ ـرك ، كيف مُنذُ البدء لم تُظهرهُ لي؟ فلأشكونّ الحالَ للهِ الذي خلقَ الوَرَى والكون ، مولانا العَلي ولأحبسن قصيدتي في سِجنها إذ إنها صِيغت بِغير تَجمل لو أنها - في الجَاهليةِ - ألفتْ لَمِشت بثوب في الحواضر خلخل إن القريضَ قد اشتكى طُولَ الرقا د ، بلوعة الأمل الضَعيفِ القُنصل إنَّ القريض صديقُ هَمِّي ، أكحُلي أيعيشُ إنسانٌ بِغيرَ الأكحُل؟ في الكربِ يَصحبنُي ، يُداعب وحدتي وأراه مُنتبهاً ، ولمَ يتمكحلِ وأُحِبُّ فيه جَزَالةً ، ورصانةً كعُيون غِيدٍ في الشكاية هُمّل ولقد حَفَفت قوافيَ الأشعار حـ ـفّ مُجمل ، قد فاق حفَّ السودل وبكلِّ لفظٍ مات قد حبّرتُها كجواد عُرب بائدٍ ، ومُسرول في طَستِ ديِوان اليَعَارب قلبتْ فلقد غمَستُ يراعها في السَّيطل فتعنترتْ ، وتزهّرت فغدت كما تَبدو الحقيقةُ في نَقِي سجنجَل ولسوف تَعضلُ بالسفيهِ ، فلا يعي منها ، كشعر شائكٍ ، ومُفلفل ويضِّج شِعري في مدادي باكياً يا ويح شِعر في المَسيرِ عرندل والدرهمُ المنكود ولىَّ هارباً وبُليت بالفقر الكظيم الحِسفل والماءُ ماءُ العيش ولى مدبراً سُقيا لماء بالتآلف سَلسل وكذا العقائلُ أدبرت إلا العقيلةُ زوجتي ، لم تبقَ غيرُ حزنبل وجميلُ كلِّ العَيشِ يَمَّم وجههُ نحو الجَفَا ، لم يبق غيرُ الحِسفل وغضنفرُ الأصحاب فارق صَحبهُ عجباً له ، لم يبقَ غيرُ الحِسقَل يمشي على الأشواك صاحبُكم هنا مترنحاً ، ذات اليمين وأشمُل والثوبُ فوقَ إزاره مُتهَتَّكٌ يا عيب ثوبٍ ذابلِ مُترعبل والجِسم مَزقهُ الأديمُ ، وشجَّهُ كخبيصِ قَمح آسن ، ومُرمَّل والعَقل طارده اللظى بسلاحه كنسيم هَجر جامح ، ومُرَهل والشَّهم طَوَقَهُ النفاقُ بزيفه كإزار سِحر ، بالضلال مُمرجل والروحُ تُوغِلُ في الهروب طليقةً كجوادِ قوم في السِّباقِ هَمَرجَل والقلبُ يَخفقُ يشتكي أهل النفا ق ، وما له عن نقدهم من مَعدل نسَبُ التزيي بالمُسُوح مخيمٌ قُوتلت من نسب بئيس مِكسل وغلامُنا فوقَ المَكَائِدِ قد عدا عجباً لأمركَ مِن غُلام مِكمل يا أم عبدِ الله دونك مُلحتي لفح الرحيلُ الشِّعرَ لم يتكربل إني على لحن الرحيل عزفتُها فإذا بها كالبُلبل المُتفخِّل إن الرحيل للفظةٌ هَدراةٌ تشوي النُخاعَ بذي العِظام النُّحل في مُستهل قصيدتي بيتان مرتجفان أسألُ فيهما ما طاب لي ما للقريض يئنُّ كالمتجندل؟ هُو من صنيع مُنافق ، ومُبرقِل ما للكلام يَخَافُ بأسَ الجَحفَل؟ مِن حقهِ ، هُو مُبتلىً بالأرذل ما للمشاعر قصرتْ خُطواتها؟ مَعذورةٌ ، والويل للمُتمحِّل ما للأحاسيس انزوتْ بتضاؤل؟ تبكي الوفاء ، بدمع ليلٍ أليل إياكَ بعد اليومِ تهذي بالسؤا ل لمن طغى ، ما أنت بالمُترهل واصبر لأمر الله ، وارجُ ثوابه سُبحان ربك مِن حَكيمٍ أول وكذاك صَلِّ على النبي وآله والتابعين المتقين الكُمّل وإلى قصيدٍ شائق مُتشوق هو في ضمير الغَيبِ وحيُ تأملي فالشعر أُغنيةُ الحياةِ واُنسها والشعرُ ينبوع الهوى المُتغزل

    الكاتب: أحمد علي سليمان

    0المفضلة

    28 المشاهدات

    0 تعليقات

    المفضلة إبلاغ

    #الكريم 

التعليقات (0)

المزيد من أحمد علي سليمان

عرض جميع الأعمال

مواضيع ذات صلة

  • لوعة الرحيل! (أم عبد الله) 3