• مذكرة أدبية ١٤٠٣هـ

    مذكرة أدبية ١٤٠٣هـ بقلم / أحلام أحمد بكري مدينة / جازان ………………………. عبق أوراق الصحف داخل المنزل ، وتكدُسها في حجرة المعيشة وبين الكتب الدراسية وعلى أرفف المكتبة وبجانب التلفاز وفوق دولاب الملابس وتحت السرير وداخل أدراج المطبخ ، وأمي تصرخ من كثرة عددها الذي يعبث بنظافة المنزل ، مهددة لنا ، إما أن نتخلص منها بسلّة المهملات ، أو يتحول مصيرها من صحيفة محترمة إلى سفرة طعام ، نتناول عليها الغذاء والعشاء.. . كان عام ١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م بداية التعلق وعشق القراءة وفضول لما يحدث في العالم الخارجي من أحداث. . لديّ أخ ( خالد الأثر و الذِكر) جعلني أُقدّس الصحف والمجلات وأنا في الحادية عشرة من العمر ، رغم سني الصغير ؛ بسبب طريقة احتفائه بها ، يعود من دراسته كل يوم محملاً بالصحف المتنوعة :الشرق الأوسط وعكاظ والمدينة ، والمجلات الأسبوعية : اليمامة والمجلة وسيدتي .. يضعها على الأرض وسط صالة منزلنا ويشرع في قراءتها ، ينسجم وينسى كل ما حوله ، قرابة الساعتين.. . هذا الوضع حرك بداخلي فضول القراءة وجعلني أتعلم القراءة بسرعة ، كنت أجلس على مقربة منه ، فما أن ينتهي من صحيفة ويضعها بجانبه ، حتى أنقض عليها.. بينما كنتُ أخصص وقت المساء بعد التاسعة لتصفح المجلات .. . وقت الظهيرة للصحف ، أحبُ دائماً أن أبدأ بالصفحة الأخيرة ، تشُدني الصفحات الأخيرة من الصحف أكثر من جاذبية عناوين وصور الصفحة الأولى ، يجب أن أبدأ بعمود صباح الخير لعملاقيّ المقال جهاد الخازن وعبدالله باجبير في صحيفة الشرق الأوسط وأعرّجُ على زاوية سمير عطا الله ، فهم يمزجون السياسة بالأدب والثقافة بالحدث ، وما أن أنتهي منهم حتى أعود لصفحة أخبار السياسة العالمية والاقتصاد .. . ولا أنسى ملحق صحيفة المدينة الثقافي (الأربعاء) ، الذي كان يزخر بكل الاطروحات الأدبية والتشكيلية والفنية ، على يد مؤسّسيها علي و عثمان حافظ ، فمن خلال الملحق الثقافي تعرفت على الفنون الأدبية بأنواعها من شعر ونثر في الوطن العربي وداخل المملكة ، وجذبني رسومات الفنان التشكيلي عزيز ضياء وفخامة انتاجه .. . لاسم الكاتب أحمد عبدالغفور عطار وقع كبير في نفسي بمجرد مشاهدته يعتلي صحيفة عكاظ كمؤسس لها ، فهو يتميز بأسلوب عبقري في كتاباته ، كانت عكاظ مسرح كبير للأحداث المحلية ، من خلالها نتعرف على مايحدث من أحداث وتطورات داخل المملكة ، بينما ملحقها الرياضي مليء بشغف ، لأخبار وصور الأندية الغربية : الأهلي والاتحاد والوحدة وأحد.. . ومع كل هذا الاندماج بين الصحف والقراءة ، تنقض أمي الغالية على إحدى الصحف كي تضعها سفرة لطعام الغذاء ، نتطاير أنا وأخي لنأخذ منها العدد الجديد ونجلب لها عدداً قديماً عوضاً عنه.. . لا بأس أن نأكل ونقرأ في ذات الوقت لتغذية العقول والبطون .. …………………..

    الكاتب: أحلام أحمد بكري

    0المفضلة

    2384 المشاهدات

    0 تعليقات

    المفضلة إبلاغ

التعليقات (0)

المزيد من أحلام أحمد بكري

عرض جميع الأعمال

مواضيع ذات صلة

  • مذكرة أدبية ١٤٠٣هـ

    المزيد من أحلام أحمد بكري

    عرض جميع الأعمال

    مواضيع ذات صلة