محاكاة لامية ابن الوردي (الجزء الثاني)
Mar 13, 2023 04:42 AM Mar 13, 2023 04:42 AM
زِينة الحسناء سِترٌ سابغٌ عاصمٌ مِن كل عين لا تكِل وترفعْ عن جمال مُزدرىً كيف تحظى منك هذي بالغزل؟ هل تساوتْ هذه في سِترها بالتي الحُسنُ لديها مُبتذل؟ إنما الفرقُ تسامى وصفه هل تساوى الشيحُ يوماً بالعسل؟ احذر العِشقَ زهتْ أرجاسُه جُرحُ هذا العشق ليس المُندمل اعشق الغادة زكّاها الحَيا وفق شرع الله ، لا شرع السفل والأغاني لا تُعِر أذناً لها وإلى الأنغام يوماً لا تمِل ذهب اللحنُ بقلب والنهى ودهى المُغرمَ باللحن الهبل ومؤدّيها نشازٌ صوتهُ كلما رجّعَ أنغاماً سَعَل وله في كل حفل مظهر وله في كل تكريم بِدَل؟ وتأملْ في البرايا ، واعتبرْ أين عبدٌ جارَ مِن عبدٍ عدل؟ أين عبدٌ غرّدتْ أملاكُه وببذل القوت للجوعى بخِل؟ أين عبدٌ ضوعِفتْ أمواله لم يكنْ يُعطي ريالاً إن سُئل؟ أين ذو الرأي مضتْ آراؤه مَن إذا رأيٌ تخطاهُ انفعل فتفكرْ في مآلات الورى في تقي بالمعالي مُشتغل وشقي سادرٌ في غيّهِ نحَلَ العزمُ كما الجسمُ نحل كل عبدٍ منهما أفضى إلى كل ما قدّم مِن سُوءٍ وحِل أين غابا ، لم يعودا بيننا؟ غيّبا بالمُنتهى منذ الأزل وسألنا: أين؟ والرد: قضَوْا وسألنا: كيف؟ والرد: لعل أين ذو الصولة ولى مدبراً تاركاً قصراً و(كاباً) والحُلل؟ أين أصحاب التجارات التي جابت الدنيا وصارت في (زحل)؟ أين أصحابُ العِمارات التي زايلوها ، واستقلوا بالقلل؟ أين أصحابُ المعاصي والهوى؟ أين أصحابُ المعالي والثِقل؟ أين أهل الحَل والعقد الألى بالذي اختاروه قد كان العمل؟ أين أهلُ الحِسبة انصاعتْ لهم زمرُ الناس لذا الأمرُ اعتدل؟ أين قومٌ عربدوا في ذي الدنا وأحلوا قومهم أشقى السبل؟ أين قومٌ أصلحوا أعمالهم لم يَشُبْها من عيوب أو حِيَل؟ أين (عادٌ) أو (ثمودٌ)؟ أهلكوا رغم نحْتٍ لبيوتٍ في الجبل أين غارت (مَدْينٌ) لمّا عَتتْ رجفة أودتْ بكيدٍ مُضمحل أين (كِسرى) في مَغاني فارس ولهُ كبرُ الملوك المُشمَعِل؟ أين في (روما) (هرقلُ) حاكِمٌ ولهُ في كل إقليم فِلل أخبرونا (قيصرٌ) أين ثوى وجيادٌ في مَغانيها ذلل؟ أين (فرعونُ) وما كان ادعى دون خوفٍ أو حياءٍ أو خجل قال للآنام: إني ربكم وإلهٌ للقطيع المُستذل أين ولى؟ أين ولى ما ادّعى؟ أين قومٌ ذلك الطاغي قتل؟ أين (قارون) وأموالٌ غدتْ مصدرَ الكِبْر وناقوس الخبل؟ غيرُ مسبوق لعبدٍ مِثلُه ما لعبدٍ مثلُ هذا من قِبَل أين (هامانُ) وبأسٌ حازهُ فغدا - في الناس - جباراُ يُذِل؟ خبّروني أين ولى (هتلرٌ)؟ أين مَن ولاهُ رأساً أو عزل؟ أين (بسماركُ) ومجدٌ قد بنى؟ مجدُه اليومَ ببرلين طلل أين في (صنعاءَ) ولى تُبّعٌ وحُروبٌ خاضها الشهمُ البطل؟ اليمانيُ ازدهى في مُلكِهِ وبإسلام له المُلكُ اكتمل لا تسبّوا تُبعاً يا قومَنا نصُ ما قال الحديثُ المُتصِل إذ رواه (أحمدٌ) عن أحمدٍ لستُ أروي النصَ عنهُ لم يَقل (سبأ) تروي لنا عن (تُبّع) تُبّعٌ ولى ، وصِيتٌ قد فَضَل يَمَنُ (التبّع) ولتْ وانقضتْ رب أرجعْها لماض قد رحل أين (بلقيسٌ) بها المُلك شدا يومَ قالت أسلمتْ والخيرُ حل؟ و(سليمانُ) دعاها مُخلصاً فاستشارتْ قومَها لم ترتجل فاهتدتْ للحق لمّا أذعنتْ ليت شِعري ، سبقَ السيفُ العذل سبأ تحكي لنا أخبارها اقرأوا القرآنَ والسبعَ الطول لستُ أنساها وأجناداً لها أقبلوا في مَشهدٍ فذٍ حَفِل سورة (النمل) تُسلي مَن تلا إن يكنْ بالذكر حقاً يَشتغل أين (دِيهيا) والأمازيغ لها وهبوا المالَ رخيصاً والحِلل؟ و(زنوبيا) أين ولى عهدُها؟ اسألوا (الشامَ) عن السحر بطل أين (كوبابا)؟ فهل مِن عِبرةٍ؟ سائلوا (بغدادَ) تحكي ما حصل تعسَ الملك يُدسّي عندما يُصبحُ المعبودُ (لاتاً) أو هُبَل أين (سُولونُ)؟ مضى إجرامُها؟ و(أثينا) ترتدي البُردَ السَمِل أين (بطليموسُ) في تنجيمه يرقبُ الأفلاك ، يُمْسي في شُغل؟ و(كُليبٌ) أين في أعرابه؟ أين بأسُ الملك تُؤويه الثِلل؟ وانبرى (الجسّاسُ) للظلم عتى واضعاً بالسيف حَداً للمَيَل وإذا (بكرٌ) تُلاحي تغلباً في سني أربعين السعيُ ضل وألوفٌ أزهِقوا في ناقةٍ أوَليس القومُ فيهم مَن عَقل؟ وكذا (الحجاجُ) بالسوآى مضى ودماءُ الأبريا في الجيد غُل أين أجنادٌ أطاعوا أمره؟ في يدٍ سَوط ، وفي الأخرى كَبَل أين بطشٌ؟ أين قهرٌ؟ أخبروا أين جبارٌ له أعتى النكَل؟ أين (حتشبسوتُ) والمُلك ازدهى؟ مارستْ دَور الرجال المُكْتمل أصلحت داراً وأرضاً وقرىً واقرأ التاريخ ، وادرُسْ واستدل كيف سادت قومَها في عِزةٍ واستهانت بالبلايا والغِيَل؟ لم تقلْ: أنثى وما لي حِيلة مثلما الغيرُ تسلى بالعِلل إنما فاقت ببأس غيرها ما تساوى التمر يوماً بالدقل أين (كليوباتراْ) بالحُكم استمتْ؟ ما لها – عن سُدة الحكم – حِوَل أين مَن قد صاغ شِعراً ساقطاً؟ غازل الحَسْنا ، وأهداها القبَل وصفَ الموعدَ جاءتْ قبله في الرواحات وإن حلتْ أصُل وصفَ القدَ ، وجَلى مَيْسَهُ ذهب الخِبُ ، ويبقى ما هزل وصفَ الصوتَ يُناديها به همِسَ الصَبُ ، وأحياناً زَجِل وصفَ القلبَ دهاهُ حبها وَيحَ قلب بالتجني قد تُبِل جعلَ الشوهاءَ أحلى غادة وهْي عجفا قد أصيبتْ بالطحَل جَرّد الحُسن مِن الثوب ، وما راجعَ النفسَ وأبدى مِن ذعل فإذا الهيفاءُ تُبدي ما اختفى مِن بقايا الجسم بالثوب المُخِل أمَة كانت ، وهذا سيدٌ فله الطاعة ، والحُسْنُ ابتُذل هو قد ولى ، ويبقى شِعرُهُ بجميع القبح والسوآى حَفَل أين من خط الرواياتِ التي رَوّجتْ للفِسق دهراً والدغل؟ أين من ألف أفكاراً غوتْ واضعاً فيها خبيثات النِحَل؟ تُرجمتْ للناس في كل الدنا طافتِ الدنيا جنوباُ والشَمَل أين مَن سَب (النبيَ المصطفى)؟ وله الأعوانُ ذادُوا والشِلل في الهجا والطعن أضحى ضيغماً حوله الحمقى تداعَوْا والشُبُل صاغ في الشتم كلاماً فاحشاً والشبابُ مِن لظى السب اكتهل أين أهلُ العلم بثوا عِلمهم ذهبوا ، والعلمُ باق لم يَزل أين أهلُ الجود جادوا حِسبة؟ كل مِعطاءٍ على الأجر حصل سيُعيدُ الله يوماً خلقهُ وسيُجزى كل عبدٍ ما عمل أي بُنيَ اعلمْ بأني راحلٌ فاطلب الحُسنى لأبّ قد رحل واسأل المولى له خيرَ الجزا عند لقياهُ إذا جاءَ الأجل ثم لابن الورديْ لا تنسَ الدعا وَرْدُه فاح ، وورْدي قد ذبُل وليَ العُذرُ إذا حاكيتُه نصهُ الصَبُ ، ونصي المُكتهل ولربي الحمدُ إذ وَفقني فرأيتُ النص بالخير اكتمل إن يكن في النص خيرٌ يُجتنى هو مِن توفيق مَولايَ الأجل أو يكنْ في النص شَرٌ يُتقى هو مِن تدليس شيطاني الأذل قيّضَ الله لنصي مَن إذا أدرك الخيرَ به أعطى الأمل وأذاع الخيرَ يرجو أجرهُ ودعا المولى دعاءَ المُبتهل أو رأى سوءًا لينصحْ مُخلصاً وعليّ – في الورى لم يَستطل آدميٌ قد بَدتْ أخطاؤه مثلما آدمُ يا قومي أكل آدمي إن تعدّى أو عصى صَدّقوني: آدميٌ لم يزل
الكاتب: أحمد علي سليمان
0المفضلة
40 المشاهدات
0 تعليقات