• رغدُ الحياةِ وميمُ الممات

    أكتبُ نيابةً عنكِ وعن الألم الذي يحتلُ الجزء الأكبر من جسدك، أكتب لأنني بحاجةٍ إلى الكتابة، أو ربما أكونُ بحاجةٍ إليكِ أنتِ، توالت الأعذار والعناوين وإني لا أجِدُ ما أخطُّ به قلمي وإني لأشتمُ رائحةَ الموت تنسابُ من حبري، اخبريني بالله كيف.. متى وأين أخطأتِ، كيف عبثتْ بكِ الحياة وأنتِ من خرّ على قدميه راجيًا السعادة، كيف وأنتِ من جادل وتجرّعَ من المُرَّ والهويلة ما يُبكي العينَ القريرة؟ والله أنّي ما مسكتُ قلمي إلا حاجةً وقلقا، وكيف لي ألّا أقلقُ والموتُ آيةً في لسانكِ؟ كيف لي ألّا أصرخُ في وجهِ الحياةِ وألعنُها.. بعد أن صرّحتِ بخسارتِك؟ إننا نتبادلُ أطراف الحديثِ والناسُ نيام، نتلذذُ بطعمِ الموتِ في فاهِنا وملائكةٌ بحُزنٍ تُراقِبُنا.. أتراها أخبرت الله عنّا؟ أوَتراها تُشفِقُ لحالِنا؟ مَنَْ الدُنيا يا رغد.. ومن نحنُ في وجهِها؟ من أنتِ ومن أنا.. وإلى أينْ ينتهي طريقُنا؟ في قبرين متلاصقين تستطعِمُنا ديدانُ الأرضِ وتنهش عظامنا، وفوق القبرُ لائحة تُخبرُ الأحياء عنّا - نحنُ، من خُلِق لنهايةٍ كهذه- نهايةٌ تليقُ بما قاسيناه طيلة حياتنا وإنّا لراضون أشد الرِضا لما آل إليهِ حالُنا

    الكاتب: ميثـا

    1المفضلة

    50 المشاهدات

    0 تعليقات

    المفضلة إبلاغ

التعليقات (0)

المزيد من ميثـا

عرض جميع الأعمال

مواضيع ذات صلة

  • رغدُ الحياةِ وميمُ الممات

    المزيد من ميثـا

    عرض جميع الأعمال

    مواضيع ذات صلة