• قلبٌ مُترف بنفسِه وإن كان شقيّ

    لم يكن من الصعب أن ينهض قلبي من مرقده ليُودّع، ليتخلّى، ليجفى، ليصدّ، فهو تِّهجاعٌ مُتأهبٌ وفَزع، تُفزع قوّته فوق كُلِّ قارِعة تحت كُلِّ خامِدة لم أُصلح شيئاً في حياتي غيره، لم أُمسك شيء في حياتي غيره! إلى أن أحرَز النِضَاج فَأخذ نقيض عطفي فَصار عَسّف وأخذ نقيض هدوئي فَصار عاصِف وأخذ نقيض خوفي فَصار فِرنَاس كم نال قسطاً من الحُبّ في أوج حروبه، وكم واجه حروباً بلا حُبّ، كان يكبرُ قبلي ويصغرُ بعدي ويتشكّل كيفما اتّسعت لهُ روحي، تارةً يصبحُ مخبأ سريّاً لارتيابي وأوهامي الصيفيّة، وتارةً يتحوّل إلى مشروعاً فرعونياً حين تتأجّج أفكاري، وتارةً يكون شّفعي والوتر، وتارةً نادرة لا أعرفهُ ويألفني! ما أشهقه ما زال الوقت مبكراً لأصل إلى قنَّة غطرسته لأفهم مُعادلاته الكيديّة، لأصُبّ في سفوحه أثامي قلبٌ مُترف بنفسِه وإن كان شقيّ يأخُذني إلى الأصل ويُنزعني من الريب ويتلو عليّ أساطيرُ الإنجاء بنبضاته، يُعطيني مُتسعاً للتسكّع في اختياراتي، يُراقبني فوق رُخام أخطائي بهدوء مُتفائل وثقة مُغرضة يقينيّة بأنني لن اصطفي إلا قدري المُشذّب بابتهالاتي الصامتة.

    الكاتب: شـمـس

    7المفضلة

    2845 المشاهدات

    3 تعليقات

    المفضلة إبلاغ

التعليقات (3)

المزيد من شـمـس

عرض جميع الأعمال

مواضيع ذات صلة

  • قلبٌ مُترف بنفسِه وإن كان شقيّ

    المزيد من شـمـس

    عرض جميع الأعمال

    مواضيع ذات صلة