• حرفة في اليد امان من الفقر

    حرفة في اليد امان من الفقر العنوان حكمة قديمة، ولنا ما هو افضل من ذلك، قول الرسول ﷺ: (ما أكل أحد طعامًا خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده). رواه البخاري هذا ما انادي به الشباب اليوم، [وقد وجهت هذه النصيحة لابناء اسرتي] لو لا سمح الله ما كان لك نصيب في وظيفة، ولا نجحت في البيع والشراء ولا حصل لك شيء من امور الدنيا"ورث او عقار" او حصل وضاع منك لاسباب ما،  فنصيحتي لك، واكب المرحلة، واتقن مهنة يدوية حرة خاصة بك احتياطا، بحيث لا يمكن للروبورت ان يؤديها بنفس الاتقان البشري. حتى تستطيع ان تساهم في انجاح برنامج التحول الذي تسعى الى انجازه دولتنا حفظها الله، دولة اقتصادها قوي جدا ولله الحمد، وفي طور التحول من اقتصاد ريعي الى اقتصاد صناعي خدمي يحكمه انظمة وتعليمات دقيقة، وسينشأ عن ذلك انتخاب دقيق في اختيار الموظفين، و لا مجال إلا للمتميزين. المطلعين على العلوم الاجتماعية يعلمون انه وبسبب (قانون عرفي مجهول المصدر)  مضمونه احتقار الحرفي وتأصيل الطبقية، بسببه يرفض الكثير من ابناء الاسر الانخراط في الاعمال المهنية.  وبعض دول الجوار، كان لهم نفس الاعراف والقيود، يعيبون على ابنائهم العمل اليدوي. في مصر مثلا، على ايام الثراء كان من العيب على ابن اسرة مصرية ان يعمل صائغا او جزارا ... الخ، عدا الفلاحة كونهم ملاك اراضي زراعية. حتى عندما حاولت دولتهم تغيير هذا الفكر، وانشأت لذلك معاهد صناعية، اصبحوا يوصمون المتخرجين بالصنايعي، او معاه دبلوم صناعة، واتوقع ان السبب، هو رجيع الجامعات، فمجرد ان يفصل الطالب او لا يجد قبول، ليس امامه إلا المعهد، فاعتبروا ذلك منقصة الى جانب العرف السابق الموروث، وبقيت هذه اللزمة حاضرة يلوكها الادباء في قصصهم التي تحولت الى افلام ومسلسلات، ويوجهون الضوء على لقطة تظهر الرفض الشديد من الاب والام لممتهن الحرفة فيما لو تقدم للزواج بابنتهم، ثم في نهاية الفيلم تقبل به زوجا تحت ضغط الحاجة. طبعا  تم معالجة هذه المسألة بنوع من الاحتقار والحسد والهزل، لكبرياء لا زال كامن في النفوس، فزادوا بذلك النفور في نفس القاريء او المشاهد بدلا من ان يتحقق المراد بمحاربة هذه الاعراف. المهن الصناعية والحرف اليدوية وفي عز ثراء مصر، كان يعمل بها اجانب كما عندنا اليوم، ولم يبدأ التغير في القاهرة والاسكندرية، إلا عندما تميزت الاعمال وتضائل الاقتصاد الريعي (القطن - ارث الاسرة "عقار" - راتب الاب الوظيفي او التقاعدي "عندما كان الجنيه له رنة وصنة وبعدما كانت الوظيفة الميري الحكومية المضمونة  كما في الافلام المصرية ابيض واسود، شرطا لقبول الشاب زوجا). تغيرت الاحوال وتغير ما في النفوس، واصبح الحرفي محترم بصفته رجل كسيب. والصراع بين الورثة لا للاستحواذ على الشقق السكنية في عقار مورثهم، وانما للحصول على المحلات التجارية باعتبارها مصدر الدخل الوحيد خاصة اذا كان موقعه عند زحمة الاقدام، بحيث يسمح لمالكه العمل بنفسه باي حرفة او تجارة يريدها، على اعتبار ان الشقة السكنية متوفرة في اي مكان. اهل الشام سبقوا اهل مصر، في هذا الجانب، كانوا يجبرون ابنائهم في اوقات العطل الدراسية بالعمل في اي مهنة يحبها تحت اشراف معلم ليتقنها، ولذلك سيطر الشوام على مجمل الاعمال الحرة في مصر حاليا.

    الكاتب: عبدالله المغرم

    0المفضلة

    305 المشاهدات

    0 تعليقات

    المفضلة إبلاغ

    مال عيب مهنة حرفة 

التعليقات (0)

المزيد من عبدالله المغرم

عرض جميع الأعمال

مواضيع ذات صلة

  • حرفة في اليد امان من الفقر

    المزيد من عبدالله المغرم

    عرض جميع الأعمال

    مواضيع ذات صلة