هدهد هدى ج 3
Jul 6, 2025 02:25 PM Jul 6, 2025 02:25 PM
مراد:** “إلى مركز الدكتور محمد ماضي للطب النفسي.” ونظر إلى هدى بحنان غامر وضحك في وجهها. **مراد:** “ألستِ خجولة مني بعد؟” **هدى:** “لا.” **مراد:** “طيب، قولي لي لماذا كان يعاقبكِ؟” هدى تميل على أذنه وتهمس. **مراد:** (يتعصب) “يا له من شخص خسيس! معقول هذا الكلام؟ ليس إنسانًا!” توجه مراد إلى مكتب صديقه مدير المركز. يجلس مراد مع الطبيب يقص عليه ما حدث مع هدى، وأنها مصابة بالتبول اللاإرادي. يطمئنه الطبيب ثم يأخذ هدى إلى مشرفة القسم. سعدية تقابل هدى بترحاب وحب غير عادي وغير مبرر. سعدية تعيد لهدى مظهر طفولتها بعد استحمام وتمشيط شعرها، يظهر جمال هدى الطاغي وبراءة طفولتها الآسرة. تذهب سعدية إلى مكتب المدير مع هدى الجديدة، هدى البريئة. يراها مراد كأنه أول مرة يراها. خطفت قلبه. تحول الشعور من عطف وشفقة إلى حب حقيقي… ضمها إلى صدره بقوة، وهنا سمع منها كلمة زلزلت أعماقه. **هدى:** “شكرًا يا بابا على الفستان.” لم يستطع منع دمعته، فبكى في حضنها. توالت الزيارات حتى أصبحت ضمن روتين مراد اليومي. وبعد شهور، وفي أثناء زيارات محمد لهدى، أوضح له الطبيب أنها تعافت وأصبحت جاهزة للبيت، وأنها أصبحت في كامل صحتها النفسية، وأن التبول اللاإرادي قد انتهى. لكن مراد قال بحزم: **مراد:** “لا يا دكتور، أنا ما زلت أراها تحتاج للبقاء هنا فترة أخرى. على الأقل حتى أجد لها مكانًا مناسبًا مجهزًا بمن يرعاها.” تنهد المدير ولم يقاطعه. مد له طلب تمديد الفترة. **هدى:** “بابا! بابا مراد!” احتضنها ورفعها، ثم جلس وهي بجواره تفتش في الهدايا التي أحضرها. بدأ يوقِّع على تمديد فترة إقامتها، بينما هي تركض إلى صديقاتها لتريهن الهدايا. تدخل سعدية (المشرفة): وسط صراع مراد الداخلي، وبعد أن أبلغ الإدارة بتمديد إقامة هدى لعام آخر، أقبلت عليه سعدية بفرح: **سعدية:** “مراد بيه، عندي خبر بمليون جنيه!” **مراد:** “لا يا سعدية، بـ 200 فقط، خذيهم يا سيدتي قبل أن تقولي الخبر.” **سعدية:** “الست هدى بلغت! جاءتها الدورة من أسبوع، وكنت بجانبها وطمأنتها. ألف مبروك!” **مراد:** “ماذا!؟” انقطع اتصال مراد بالواقع. لم يسمع شيئًا بعد “ألف مبروك”. ترك الأوراق، وخرج من المكتب دون كلمة، يمضي كالسائر في ضباب. وصل إلى سيارته: **مراد:** “إلى البيت.” بعد يومين من العزلة في البيت، دون أن يقابل أحدًا أو يذهب إلى العمل، كان يستعيد ذكرياته مع فاطمة ابنته التي كادت هدى أن تنسيه ذكراها. ثم يعود لهدى بطولها وجسدها اللذين لا علاقة لهما بعمرها، وها هي الآن بلغت مبلغ النساء. تتصاعد الذكريات في مخيلته عن فاطمة، لكن شعر هدى المنسدل فوق عودها الفارع يجذبه من بين أحضان ذكرياته. وظل مراد يأكل فقط عندما يوضع الطعام أمامه، ويشرب القهوة بين الحديقة والسرير. أخيرًا، خرج إلى السيارة. **السائق:** “إلى المؤسسة يا فندم؟” **مراد:** “لا، خذني إلى مركز الدكتور محمد.” **السائق:** “مراد بيه، سماح اتصلت، والاجتماع بعد ساعة.” نظر مراد إلى طارق السائق نظرةً يعرفها جيدًا، ثم انطلقا إلى المركز. دخل مراد من الباب، عيناه تبحثان عن هدى… لا أثر لها. توجه إلى مكتب المدير: **مراد:** “صباح الخير يا دكتور.” **الدكتور:** “أهلاً بك يا مراد. تفضل.” **مراد:** “اقتنعت برأيك… هدى تحتاج إلى دفء، لا إلى علاج أكثر. جئت لآخذها.” **الدكتور:** “ممتاز! هي فعلاً تحتاج لهذا الآن. وأنا هنا إذا احتاجت أي شيء. المهم أني أطمئنك أنها بخير.” دخلت هدى برفقة سعدية: **هدى:** “بابا! بابا!” احتضنها مراد وبدت على وجهه علامات الشوق. لفت هذا التعبير انتباه دكتور محمد. **الدكتور:** “يا مراد، لقد أحببتها كثيرًا هكذا. متى لحقت بذلك؟!” **مراد:** (مبتسمًا) “أنت عارف يا محمد، أنت عارف.” **الدكتور:** “أيوة عارف، الله يرحمها.” **الدكتور:** “المهم في أي وقت يا هدى، إذا ضايقك بابا مراد، فأنا هنا.” **الدكتور:** “اتفقنا؟” **هدى:** “طبعًا يا عمي، اتفقنا.” تجري هدى نحو سعدية. تحتضنها سعدية بعمق وهي تودع المركز. — ## مكتب الدكتور محمد (سعدية تجلس على طرف الكرسي أمام مكتب الدكتور محمد، تبدو عليها علامات القلق والتردد.) **سعدية:** “يا دكتور محمد، كنت أريد أن أتكلم مع حضرتك في موضوع مراد بك… موضوع تبنيه لـ هدى.” **الدكتور محمد:** (يهدئ من نظارته) “أهلاً يا سعدية. تفضلي، أنا أستمع. أعرف مدى اهتمامك بالأطفال هنا.” **سعدية:** “نعم يا دكتور، كلهم أولادي والله. وهدى… هدى على وجه الخصوص لها مكانة خاصة في قلبي. ولكن ما يقلقني… مراد بك.” **الدكتور محمد:** (يميل إلى الأمام) “قلقك من أي ناحية يا سعدية؟ الكل يشيد بكرمه وأعماله الخيرية.” **سعدية:** “أعلم يا دكتور، وهذا ما يحيرني أكثر. الرجل يبدو عليه الخير ومؤسسته ”فاطمة” هذه… ربنا يجازيه عليها. ولكن عندما أراه مع هدى… هناك شيء لا يريحني.” **الدكتور محمد:** “ما هي بالضبط يا سعدية؟ هل لاحظتِ تصرفات غير لائقة منه؟” **سعدية:** “لا أعرف كيف أصفها بالضبط يا دكتور. هي مجرد إحساس. انقباض في قلبي عندما يكون قريبًا منها. نظراته إليها… أحيانًا أشعر فيها بشيء غريب. ليست نظرة أب لابنته، حتى لو كانت جديدة عليه.” **الدكتور محمد:** (يفكر مليًا) “ربما هي مجرد حماسة الأب الجديد يا سعدية. هو فقد ابنته بطريقة مأساوية، ومن الطبيعي أن يكون حريصًا على هدى.” **سعدية:** “ربما يا دكتور، أتمنى أن يكون الأمر كذلك. ولكن خبرتي في التعامل مع الأطفال ومع أنواع مختلفة من الناس… تقول لي غير ذلك. هناك شيء غير مضبوط.” **سعدية:** “يا دكتور، أنا غير مرتاحة لوجود هدى وحدها مع مراد بك في الفيلا. تحتاج إلى شخص يراقبها.” **الدكتور محمد:** “أتفهم قلقك يا سعدية، ولكن مراد بك يبدو حريصًا عليها.” **سعدية:** “الحذر واجب يا دكتور. فكرت في حل… طارق، السائق الخاص به، زوجته طيبة # القصة منسقة زوجته طيبة وأنا أعرفها، اسمها أمينة. كانت تعمل معي في مركز آخر. لو أقنعنا مراد بك بضرورة وجود طباخة في الفيلا، يمكن أن تكون أمينة هي الشخص المناسب. ستكون عينًا لنا عليها من داخل البيت. **الدكتور محمد:** هذه فكرة ذكية يا سعدية. وجود شخص موثوق به داخل الفيلا يمكن أن يطمئننا. رغم أني أرى أنك تبالغين في الأمر، ولو كان شخص آخر يحدثني لما استمعت إليه أصلًا. لكن أنتِ، أنا عارف. هل تعتقدين أن مراد بك سيوافق؟ **سعدية:** من المفترض أن أذهب غدًا إليهم لكي أطبخ لهم طعام الأسبوع كما طلب. سأحاول إقناعه بطريقتي. سأقول له إن الفيلا كبيرة وتحتاج إلى عمل بعد وصول هدى وإشراقها للمكان، وأن وجود امرأة في البيت ستعتني بهدى أكثر. **الدكتور محمد:** حسنًا يا سعدية، دعيني أرى وأخبرك. المهم لا يوجد أحد يعلم شكوكك الغريبة… **سعدية:** أبدًا يا دكتور، أنا وحضرتك فقط. يتبع. الى الجزء الرابع. محمد m رزق
الكاتب: محمد محمود رزق
0المفضلة
3 المشاهدات
0 تعليقات